فاجئت زيارة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية اليوم إلى القدس، جموع العالم العربي والإسلامي ، في تطور غير مفهوم وتغيير غير مبرر في موقف الكنيسة الآن، خاصة بعد رفض البابا شنودة زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي. ويعتبر سفر البابا تواضروس إلى القدس كسرًا لقرار المجمع المقدس منذ 26 مارس 1980 التي منع فيها المجمع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة التزامًا بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصري زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد، وفي أعقاب رفض البابا شنودة الراحل السفر إلى جوار الرئيس السادات في نهاية السبعينيات، الأمر الذي أشعل الخلاف بينهما ، حيث أصر نياحه البابا شنودة الثالث، على رفض ذهاب المسيحيين المصريين إلى القدس للحج، مشددا على أن من يذهب للصلاة في القدس يخونون كنيستهم، معتبرا ذلك تضامنا مع القضية الفلسطينية وكتعبير عن رفض الاحتلال الإسرائيلي للمناطق العربية. المفاجأة التي اربكت الشارع السياسي والكنسي كانت صباح الخميس، عندما غادر مطار القاهرة الدولي البابا "تواضروس الثانى" بوفد مرافق له يضم 8 من كبار القساوسة متجها إلى القدس عبر تل أبيب، فى أول زيارة لشخصية تعتلى كرسى البابوية المصرية منذ عشرات السنين للمشاركة فى جنازة الأنبا "أبرام" مطران القدس ودول الخليج الذي وافته المنية أمس. القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، ، أكد أن الزيارة استثنائية للصلاة الجنائزية على مثلث الرحمات الأنبا أبراهام، نافيا حدوث أي تغيير في موقف الكنيسة فهو ثابت لم يتغير وهو عدم زيارة القدس إلا وهي محررة . وأوضح القس بولس" في تصريحات صحفية، أن "الكنيسة لا تضع في حسبانها أية معادلات سياسية ولذلك كل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك زيارة القدس لا تدخل فيها أية حسابات سياسية على الإطلاق، هي زيارة لصلاة جنائزية على الرجل الثاني في المجمع المقدس، ولولا وصيته أن يدفن هناك ما كان هناك داع للسفر" وأضاف القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية المرقسية، إن سفر البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلى القدس هدفه تشييع جنازة الأنبا إبرام مطران القدس ، ولا تعني بأي حال من الأحوال كسر قرار المجمع المقدس بمقاطعة السفر للقدس تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن الأنبا إبرام كان راهبًا بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون باسم الراهب سدراك في بداية رهبنة البابا تواضروس، وتتلمذ البابا على يديه وتربطه به علاقة شخصية ويدين له بالفضل لذلك قرر السفر إلى القدس بشكل استثنائي لتشييع جنازته. وأشار إلى أن البابا تواضروس منذ اعتلائه الكرسي البابوي عام 2012 أكد أكثر من مرة التزامه بقرار المجمع المقدس الصادر عام 1980 بمقاطعة سفر الأقباط إلى القدس رغم معاهدة كامب ديفيد للسلام من ناحية أخرى ، أيد الدكتور يسري جعفر أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، زيارة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى القدس صباح اليوم. وقال"جعفر " في تصريحات ، خاصة، إن زيارة تواضروس يعد كسرا للقاعدة التي وضعها البابا شنودة بعدم زيارة القدس تحت الاحتلال، مؤكداً دعمه لهذه الزيارة، ومطالبا بتكرارها من قبل شخصيات إسلامية ومسيحية لدعم الفلسطينين هناك. وأوضح، أن الامتناع عن هذه الزيارة حتى يخرج اليهود من القدس هو موقف تراجعي وضعف، مطالباً بتزاحم المسلمين في القدس ، مضيفاً: الذين يتحدثون أن زيارة القدس تحت الاحتلال كلام فارغ . ووجه جعفر التحية للدكتور علي جمعة المفتي السابق لقيامه بالزيارة أيضاً من قبل، مطالبا بتسهيل هذا الأمر على كل من يرغب في الصلاة بالقدس .