افتتح بمكتبة الإسكندرية اليوم الإثنين مؤتمر (التعليم غير المدرسي للأطفال) ، والذي تنظمه مكتبة الطفل بمكتبة الإسكندرية ويستمر علي مدي يومين. وأكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين علي أهمية موضوع التعليم غير المدرسي ، مشيرا إلي انه لم يأخذ قدرا كبيرا من الإهتمام ، فقد ركزنا على التعليم المقنن والمدارس وأغفلنا دور التعليم غير الرسمي، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط وأضاف أن الدراسات قد أثبتت أن التعليم غير المدرسي قد يكون أكثر تأثيرًا وأعمق أثرًا من التعليم الذي يبدأ بعد العام السادس من عمر الطفل ، كما أنه يساعد على غرس القيم منذ الصغر وتعزيز التواصل عبر الأجيال. وأوضح أن التعليم غير الرسمي هو مجموعة من العمليات التعليمية متروكة للشخص وليست مقننة في منهج ، فلا يوجد عدد من الدروس يطلب من الطفل إنهائها في فترة معينة تحت إشراف مدرس ، لافتا إلى أن مواكبة الفرص والمناهج الأخرى (الرسمية) أمر متوقف على قدرات الطفل. وأكد أن للتعليم غير الرسمي العديد من المميزات ، فهو يهدف إلى تعليم الطفل كيفية اكتشاف الحقائق بذاته، وهو تعليم مفتوح للأبد على عكس التعليم المدرسي ، مشيرا إلي أن هذا النوع من التعليم يفتح الآفاق ويعطي للطفل قدرة أكبر على أن يختار لنفسه الاتجاه الذي يريد أن يستمر فيه. وقال إن الهيئات التي تقدم هذا التعليم هي المكتبات والمتاحف والمراكز العلمية وحدائق الحيوان والنبات ومجموعة من الأفراد في المجتمع المدني. وشدد على أهمية دور المكتبات في تقديم التعليم غير الرسمي ، حيث تعمل على أن يتعود الطفل على القراءة كوسيلة لتوسيع الآفاق واكتساب المعلومات، من خلال توفير مكان مخصص للأطفال ومجهز بأسلوب يبعث على البهجة ويحفز على القراءة والتعلم. وتحدث عن أهمية وجود مكتبيين متخصصين يقومون باختيار المواد المناسبة للتعلم، بحيث تكون مواد حديثة وشيقة وملائمة لسن الطفل والثقافة المحلية ، وتطرق إلى أهمية توفير لعب لتعليم المهارات وأجهزة الكمبيوتر إلى جانب المواد المطبوعة. من جانبه ، أكد المهندس أحمد العوضي مدير البرامج بشركة #### IBM#### ، أن التكنولوجيا لها دور كبير فيما يتصل بتطوير المناهج التعليمية والتربوية ، ولذلك يجب الاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في التعليم. وأعلن أن شركة IBM ستهدي مكتبة الإسكندرية 52 جهازا من أجهزة (كيدز سمارت) Kidsmart، وهو جهاز كمبيوتر مجهز ببرمجيات توفر سبل التعليم المبكر للأطفال وتساعد على استكشاف مهاراتهم في العلوم واللغة. وأكد أن الشركة حرصت على وضع برامج مبتكرة تساعد الطلاب على التعليم في مراحل مبكرة من خلال الجهاز الذي يعمل على محو أمية الطفل وتشجيعه على القراءة والتعلم وتعزيز مهاراته. وقالت رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية لمياء عبد الفتاح إن فكرة المؤتمر جاءت بناء على اقتراح من الفنانة ومصورة كتب الأطفال سوزان روث ، صاحبة كتاب الأطفال "أيادي حول المكتبة : حماية كتب مصر الثمينة" ، الذي نشر عام 2012، لعقد ورشة حول التعليم غير المدرسي للأطفال، حتى تطورت الفكرة بزيادة الإقبال على المشاركة من عدد كبير من المعلمين والمتخصصين والمؤسسات غير الحكومية. وأوضحت أن المؤتمر يدور حول ثلاثة محاور؛ هي : دور أدب الطفل وحكى القصص في تعزيز المنظومة التعليمية، والطرق الترفيهية والتفاعلية كأداة للتعلم والتطوير، وأثر الرسوم المتحركة والوسائط المتعددة على منظومة التعليم لدى الأطفال ،مؤكدة أن المؤتمر يعد فرصة لتبادل الخبرات في مجال التعليم غير المدرسي للأطفال، خاصة مع وجود مشاركات دولية وعدد كبير من المتخصصين. وفي كلمتها، أعربت ممثلة أصدقاء مكتبة الإسكندرية من ولاية بالتيمور بالولايات المتحدةالأمريكية كارين لجيت عن سعادتها بوجود هذا العدد من الأشخاص والهيئات التي اجتمعت خلال المؤتمر لتشارك خبراتها حول تعليم الأطفال مشيرة إلي أنه في دراسة أجرتها اليونيسف عام 2012 تبين أن أقل من 10% من إجمالي عدد المدارس في مصر تقابل المعايير القومية لجودة التعليم. وأكدت على أهمية الاهتمام بالتعليم غير المدرسي لتوفير الفرص للأطفال للاستكشاف والتعرف على قدراتهم ومهاراتهم، كما شددت على أهمية المكتبات في إتاحة المعرفة للفقراء وغير القادرين. جدير بالذكر أن المؤتمر يقام على مدار يومين، وهو يهدف إلى تقديم أساليب وتقنيات جديدة ومبتكرة للتعليم غير المدرسي للمعلمين والمهنيين المصريين، وتحفيز كتاب أدب الأطفال والرسامين لزيادة إنتاجهم ومنشوراتهم، وكذلك لدعم جيل جديد من المؤلفين، ومشاركة خبرات ومعرفة مؤلفي ورسامي الأطفال الأمريكيين مع نظرائهم المصريين، وتعزيز التواصل والتعاون بين المهنيين، والشركاء، والمنظمات غير الحكومية لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات في دعم التعليم غير المدرسي، وتقديم توصيات حول كيفية الدعم والتطوير والابتكار في التعليم غير المدرسي في مصر والمنطقة.