من الممكن أن يكون انطلاق صفحات الماركات العالمية على "جوجل بلاس" أو من الممكن أن يكون تصريحات مؤسس موقع "فيس بوك" مارك زوكربرج التي قال فيها أن "جوجل بلاس" نسخة مصغرة من "فيس بوك" أو من الممكن أن يكون استمتاع مستخدمي الإنترنت بالحرب ما بين عملاقة التكنولوجيا أو مهما كان السبب فإن الجميع الآن يتساءل عن قدرة "جوجل بلاس" أو الشبكة الاجتماعية الجديدة الخاصة ب"جوجل" على التغلب على موقع "فيس بوك". ولكن يقول بيتي كاشمور المتخصص في علوم التكنولوجيا في مقاله على الموقع الإلكتروني لشبكة "سي إن إن" الدولية أن هذا السؤال خاطئ، حيث يري أن "فيس بوك" هو بطل عالم الشبكات الاجتماعية بلا منازع وذلك من خلال أكثر من 800 مليون مستخدم داخله، كما أنه متشابك مع الويب بشكل كبير، حيث أن تطبيقاته الاجتماعية توجد الآن على ملايين المواقع الإلكترونية.
ويقول أنه لو كانت شركة "جوجل" تهدف إلى التغلب على "فيس بوك" من خلال "جوجل بلاس" فإن هذا الهدف يعد هدفاً جريئاً للغاية لأنه بالنظر إلى معدلات النمو لكلا الموقعين فإنه من الصعب أن يُكتب الفوز ل"جوجل".
وبالتالي فإن إسقاط "فيس بوك" أصبح من الأمور الأصعب على الإطلاق، حيث أنه يطور من نفسه باستمرار من خلال إضافة عدد كبير من الخصائص باستمرار، حيث أضاف "فيس بوك" خاصية الاشتراك "Subscribe" بعد عدة أشهر من انطلاق "جوجل بلاس" مع خاصية دوائر الأصدقاء التي كان متميزاً بها والتي تجعلك تتابع تحديثات أي مستخدم على "فيس بوك" وهو الأمر الذي اضاع مميزات مواقع مثل "تويتر" و"جوجل بلاس".
ويشير كاشمور إلى أن "جوجل" لم يطور "جوجل بلاس" ليكون قاتل ل"فيس بوك" فهو بعيد عم هذا تماماً ولكن محرك البحث العملاق وضح الأمر بأنه طور شبكته الاجتماعية الجديدة كطبقة اجتماعية لتستغل من خلالها كافة خدماتها العديدة والمتنوعة، وقد تم تفعيل هذا بالفعل الآن، حيث أن شريط عمل "جوجل بلاس"موجود الآن أعلي صفحات خدمات موقع "جوجل" الإلكتروني. وتكمن القيمة الحقيقية ل"جوجل بلاس" في خاصية "+1" والتي أراد بها الموقع أن يعلم الجميع أن الروابط لم تعد الوسيلة الوحيدة التي يمكن استخدامها لوضع تقييم للمواقع، وبالفعل أصبح الناس قادرين على اكتشاف مواد مختلفة من خلال أصدقائهم على الشبكات الاجتماعية، فبالنسبة ل"جوجل" وهى الشركة التي تضع تقييمات للمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت بناء على الروابط الخاصة بها أصبحت الآن تضع تقييمات لهذه المختلفة وفقا لاختيارات مستخدميها باستخدام الخاصية الجديدة التي تتشابه مع خاصية "لايك" على "فيس بوك".
ويقول كاشمور أن ما تقوم به "جوجل" هو أنها صممت خدمة اجتماعية ووضعت بها كل هذه الأزرار والأدوات في صفحات خدماتها المختلفة من أجل تجميع عدد أكبر من المستخدمين على شبكة الانترنت، والآن أصبحت خاصية "+1" تقوم بدور كبير على شبكة الانترنت في تغيير نتائج محرك البحث الخاص بجوجل مما يساعد على وضع "جوجل" على نفس الخط مع الشبكات الاجتماعية واسعة الانتشار.
وإذا كانت "جوجل" تهدف إلى خلق مصدرها الخاص للتقييم الاجتماعي بدلاً من أن يتم إجبارها على تقييم نتائج محرك البحث وفقاً لما يقوله مستخدمي فيس بوك فإنها نجحت بالفعل في القيام بهذا الأمر من خلال خاصية "+1".
ويضيف الكاتب أنه يري أن "جوجل" لن تتمكن من الفوز في الحرب الاجتماعية الالكترونية في حين أنها يمكنها أن تستمر في تصميم المزيد من الخصائص والإضافات الجديدة لشبكتها مما قد يساعدها على التغلب على "تويتر" والحصول على ملكية واحدة من أكبر قواعد البيانات للخدمات الاجتماعية على شبكة الانترنت ولكنها لن تتمكن من التغلب على "فيس بوك" بكل تأكيد.
ولكن الجانب الاجتماعي ليس الجانب الوحيد الذي تحدث فيه معارك الآن في مجال التكنولوجيا فهناك من جانب أخر معركة الهواتف النقالة وأنظمة تشغيلها ومحلات التطبيقات الخاصة بها وهي تعد الفرصة الأكبر أمام "جوجل" أكثر من الجانب الاجتماعي من شبكة الانترنت، وبينما تعد "جوجل" القائدة في مجال أنظمى تشغيل الهواتف النقالة يمتلك "فيس بوك" عدد قليل من التطبيقات الخاصة بها، ولذلك فإنه من الممكن أن يربح "فيس بوك" الحرب الاجتماعية مع "جوجل بلاس"ولكنه سيخسر بكل تأكيد معركة الهواتف النقالة.
وفي النهاية يقول الكاتب أنه بدلاً من سؤال "هل سيتغلب "جوجل بلاس" على فيس بوك" على الجميع التساؤل "هل سيكون جوجل أفضل مع جوجل بلاس" وهو السؤال الذي يري كاشمور أن إجابته ستكون "نعم" بالتأكيد.