طهران: رفضت السلطات الإيرانية الاربعاء ما تردد بشأن الإفراج عن العالم النووي الإيراني شهرام أميري في إطار صفقة تبادل بين طهرانوواشنطن. وقالت مصادر إيرانية مطلعة "اميري تم اختطافه على يد المخابرات الأمريكية العالم الماضي في إحدى الدول العربية، في حين أن الأمريكيين الثلاثة الذين تطالب واشنطن بالافراج عنهم قد تم اعتقالهم عندما دخلوا المياه الإقليميةالإيرانية عبر إقليم كردستان العراق". وأوضحت المصادر أن هناك فرقا بين قضية الاختطاف وقضية الاعتقال. وكان المتحدث باسم الخارجية الايراني رامين مهمانبرست أعلن أن العالم النووي الإيراني، الذي لجأ إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في الولاياتالمتحدة داخل سفارة باكستانبواشنطن أمس، قد غادر أمريكا متوجها إلى إيران. واكد مهمانبرست ان بلاده بذلت جهودا بالتعاون الفعال مع السفارة الباكستانية في واشنطن لاعادة اميري الذي توجه بداية إلى بلد ثالث، ومن هناك إلى إيران . وأعلن اميري في حديث لقناة "برس تي في" الايرانية، قبيل مغادرته الى طهران انه سيكشف تفاصيل عملية اختطافه من قبل عملاء استخبارات امريكيين بعد وصوله الى ايران. وقال "منذ اليوم الذي بثت فيه تصريحاتي على الانترنت ادرك الامريكيون انهم الخاسرون في هذه القضية". واضاف انه تعرض خلال الاشهر الاربعة عشر "لضغط نفسي كبير ومتدرج قام به رجال مسلحون" ، متابعا "أراد الامريكيون عقب انتشار مقابلتي السابقة على المواقع الالكترونية وفضح الحكومة الامريكية بسبب عملية الاختطاف هذه، إعادتي الى ايران سرا وعبر رحلة جوية لبعض الدول كي يتمكنوا من خلالها انكار قضية الاختطاف والتغطية عليها ،ولكن محاولتهم باءت بالفشل". وتابع أميري ان الكيان الاسرائيلي متورط في العملية ، وان جهات اسرائيلية هددته بنشر معلومات كاذبة عن لسانه ضد ايران. ومن جانبها ، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان أميري كان موجودا بالولاياتالمتحدة " بمحض ارادته " مشددة على انه يمكنه مغادرة البلاد بحرية. واضافت "كان من المقرر ان يتوجه أميري الى ايران الاثنين ولكنه لم يتمكن من اجراء كافة الترتيبات الضرورية للوصول الى ايران عن طريق دول اخرى". وقالت كلينتون ان ايران تستمر في احتجاز ثلاثة شباب امريكيين ضد رغبتهم مضيفة " نجدد مطالبنا باطلاق سراحهم والسماح لهم بالعودة الى عائلاتهم على اسس انسانية". وفقد اثر اميري في السعودية في يونيو/حزيران 2009 بينما كان يؤدي مناسك العمرة. وتؤكد طهران ان الولاياتالمتحدة قامت بخطفه بمساعدة الاستخبارات السعودية. افادت شبكة التلفزيون الامريكية "ايه بي سي" في اواخر مارس/آذار ان اميري منشق وهو يتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه". وبحسب وسائل الاعلام الايرانية فان شهرام اميري هو "باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الاشطر" التابعة للحرس الثوري. وفي 7 يونيو/حزيران عرض التلفزيون الايراني تسجيل فيديو يظهر فيه رجل يقول انه اميري وانه تعرض للخطف من قبل الاستخبارات الامرسكية وانه محتجز بالقرب من توكسون ولاية اريزونا. وفي نهاية حزيران/يونيو بثت وسائل الاعلام الايرانية شريط فيديو ثان يظهر الرجل ذاته، اكد فيه انه افلت من ايدي العملاء الامريكيين وانه موجود في فرجينيا شرق الولاياتالمتحدة. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن أميري باحث في جامعة طهران، لكن تقارير أخرى قالت إنه يعمل في وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ولديه معرفة شاملة بالبرنامج النووي الإيراني.