واشنطن: عبرت الولاياتالمتحدة الاثنين عن "تحفظات قوية" بشأن التعاون الفني بين سوريا والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مشروع لإنشاء محطة للطاقة النووية في سوريا. وقال الدبلوماسي الأمريكي روبرت وود في الاجتماع السنوي للجنة المساعدة الفنية والتعاون التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن "الولاياتالمتحدة لديها تحفظات قوية بشأن استمرار المشروع السوري الخاص بإجراء دراسة الجدوى الفنية واختيار الموقع لمحطة للطاقة النووية نظرا لتقاعس سوريا عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف وود وهو نائب رئيس بعثة الولاياتالمتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "وجهة نظرنا هي أنه ينبغي من حيث المبدأ منع أو تعليق أي مشروعات للتعاون الفني مع أي دولة يثبت عدم التزامها باتفاق الضمانات الخاص مع الوكالة."
وقال وود إن بلاده "تحث أمانة الوكالة بشدة على مراقبة المشروع مراقبة وثيقة ورفع تقرير إلى مجلس محافظي الوكالة إذا اقتضت الضرورة ذلك".
ويقول دبلوماسيون إنه بالرغم من أن هذه الخطوة لا صلة لها بالقمع السوري لحركة الاحتجاج ضد نظام بشار الأسد، إلا أن التحرك الأميركي يعبر عن مؤشر آخر على تعرض دمشق لضغط وتدقيق دوليين متزايدين.
وقالت مصادر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن التعاون مع سوريا يأتي في إطار أنشطة الوكالة الرامية لمساعدة الدول على الاستفادة من الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية في مجالات مثل الطاقة والزراعة والصحة.
إلا أن مراقبين قالوا في المقابل إن مثل هذه المساعدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكون في بعض الأوقات حساسة لأن التكنولوجيا النووية يمكن أن يكون لها استخدامات عسكرية أيضا.
يذكر أن مجلس محافظي الوكالة الذي يضم في عضويته 35 دولة كان قد قرر في شهر يونيو/حزيران الماضي إحالة سوريا إلى مجلس الأمن الدولي لقيامها بأنشطة ذرية سرية، كما انتقد قيام دمشق بعرقلة تحقيقات الوكالة في مجمع دير الزور الذي قصفته إسرائيل عام 2007.
وتقول الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إن المجمع السوري في دير الزور كان مفاعلا تحت الإنشاء من تصميم كوريا الشمالية هدفه انتاج البلوتونيوم لصنع سلاح نووي.
وأيدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المعلومات بشكل مستقل في تقرير أصدرته في مايو/آيار الماضي وجاء فيه أنه "من المرجح للغاية أن المجمع كان مفاعلا"، غير أن سوريا تصر من جانبها على أن الموقع كان موقعا عسكريا غير نووي.
يذكر أن هيئة الطاقة الذرية السورية كانت قد أعلنت في وثيقة نشرتها الوكالة الدولية على موقعها الالكتروني أنها قد تبني أول محطة نووية بحلول عام 2020 لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد.