أنقرة: يتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء دعم بلاده القوي لمساعي تركيا المتعثرة بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، وذلك خلال زيارته الاولى الى انقرة بعد تسلم مهام منصبه في مايو/ايار المنصرم. ويلقي كاميرون كلمة أمام اتحاد غرف التجارة وتبادل السلع في تركيا يقول فيها "من شأن انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي تحقيق المزيد من الرخاء والاستقرار السياسي للاتحاد بسبب المقومات الاقتصادية الضخمة التي تتمتع بها ونفوذها الكبير في منطقتي الشرق الاوسط ووسط آسيا". وسيقول كاميرون "إن اتحادا اوروبيا بدون تركيا لن يكون اقوى بل اضعف، ليس اكثر بل اقل امنا وليس اغنى بل اكثر فقرا ، لذا سأكون من اقوى المدافعين عن طلب تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وتبوؤ مركزها اللائق على طاولة الدبلوماسية الاوروبية. ان هذا امر اؤمن به ايمانا قويا". ويخاطب رئيس الحكومة البريطانية رجال الاعمال الاتراك بالقول: "عندما اتذكر ما فعلته تركيا في سبيل الدفاع عن اوروبا من خلال عضويتها في حلف شمال الاطلسي، وبما تفعله اليوم في افغانستان جنبا الى جنب مع حلفائنا الاوروبيين، اشعر بالغضب للعرقلة التي تعرض لها جهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي". ويقول كاميرون في كلمته المتوقعة "سأظل أقوى المدافعين عن انضمامكم إلى الاتحاد الأوروبي وحصولكم على نفوذ أكبر على المائدة العليا للدبلوماسية الأوروبية ، هذا أمر أشعر بحماس شديد تجاهه". ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مقتطفات من كلمة كاميرون التي كشفت عنها السفارة البريطانية في أنقرة" أريد أن نمهد معا الطريق من أنقرة إلى بروكسل". ويتوقع ان يقارن كاميرون في كلمته بين وضع تركيا الآن فيما يتعلق بطلب انضمامها الى الاتحاد الاوروبي ووضع بريطانيا عندما كانت تحاول الانضمام الى السوق الاوروبية المشتركة ، إذ ووجه الطلب البريطاني بمعارضة فرنسية قوية لم تفلح بالتغلب عليها الا في عام 1973 عندما اصبحت عضوا في السوق. وسيقول: "نعرف نحن البريطانيون معنى ان يستبعد بلد عن عضوية النادي الاوروبي، ولكننا نعلم ايضا بأن الظروف تتغير". وسيصنف كاميرون في كلمته معارضي انضمام تركيا الى الاتحاد الى ثلاثة اصناف: الحمائيون الذين يخشون قدرة تركيا الاقتصادية المتعاظمة، والمستقطبون الذين يعتقدون ان على تركيا الاختيار بين الشرق والغرب، والمتعصبون الذين يسيئون فهم الاسلام. وسيقول: "إن الذين يتعمدون اساءة فهم الاسلام لا يرون فرقا بين الاسلام الحقيقي والنسخة المشوهة للاسلام التي يجاهر بها المتطرفون. يعتقدون بأن الاسلام نفسه هو المشكلة، وان قيم الاسلام لا يمكن لها ابدا ان تنسجم مع قيم الاديان والمجتمعات والحضارات الاخرى". وسيمضي الى القول: "هذه الطروحات خاطئة تماما، وباعتباري رئيس حكومة بريطانيا الجديدة اريد ان اكون في مقدمة جهد دولي للتصدي لها". وسيجادل بأن تركيا يجب ان تقبل كعضو في الاتحاد الاوروبي "بسبب كونها بلدا علمانيا ذا اغلبية مسلمة، فالاتحاد الاوروبي مبني على القيم وليس على الانتماء الديني". كما سيوجه ديفيد كاميرون رسالة قوية الى ايران من انقره مفادها ان لا تفسير منطقي لبرنامج طهران لتخصيب اليورانيوم سوى انتاج السلاح النووي، "ولذا فنحن بحاجة اليوم الى مساعدة تركيا للتوضيح الى ايران ضرورة ان تتعاون بشكل تام مع المجتمع الدولي." يذكر ان تركيا كانت قد بدأت مفاوضات الانضمام الى الاتحاد في عام 2005، ولكن ثمة انقسامات حادة بين اعضاء الاتحاد ال 27 حول ما اذا كان ينبغي قبول تركيا كعضو كامل. وقد برزت فرنسا كاقوى معارض لانضمام تركيا الى الاتحاد.