أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، اليوم الأحد، أن كل المسئولين عن استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، أمس، بالقرب من السراي الحكومي، "ستتم محاسبتهم ولن أحمي احدا"، ولوّح الى امكان استقالته. وكان حوالي 10 الآف متظاهر، تجمعوا أمس، وسط بيروت، على مقربة من مقرّي الحكومة والبرلمان، بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" (في إشارة إلى أن فساد المسئولين الحكوميين والسياسيين يشبه رائحة النفايات المتراكمة في الشوارع). وندد المتظاهرون، بمشاركة عدد من الفنانين والإعلاميين، ب"فساد" المسئولين، مطالبين ب"إسقاط النظام"، حيث تعرضوا، لقمع شديد وغير مسبوق من قبل القوى الأمنية اللبنانية، بالعصي والهروات وخراطيم المياه والرصاص الحي والمطاطي، ما أدى الى وقوع عشرات الاصابات. ونصب المتظاهرون خيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح، على مقربة من مقر الحكومة اللبنانية، مطالبين بإسقاط الحكومة. وسبق أن أطلق ناشطون صفحة على موقع "فيسبوك"، مقرونة بوسم "طلعت ريحتكم"، واحتل مركزًا متقدمًا على قائمة التداول عبر "تويتر" أيضًا. وأكد سلام، في مؤتمر صحئفي استثنائي في السراي الحكومي، وسط العاصمة بيروت، أن "ان ما حدث بالامس مسؤولية كبيرة وعلينا جميعا ان نتحملها"، مشددا على ان "التظاهر السلمي حق دستوري والتظاهر السلمي، من قبل ابنائنا، علينا ان نحميه لا ان نكون خارجه". وقال ان "التحرك ليس مفتعلاً، بل هو تراكم لقصور طويل، ولا يمكن من احد ان يتهرب من مسؤولية ما حصل امس، خصوصا استعمال القوة المفرطة مع الناس وهيئات المجتمع المدني". وشدد على ان "الحدث لن يمر من دون محاسبة. كل مسؤول سيحاسب ولن احمي احدا"، لكنه لفت انه "حتى محاسبة المسؤولين عن العنف المفرط خاضعة للتجاذبات والصراع السياسي". واتهم "كل القوى السياسية" "تتحمل مسئولية الصراع الذي ادى الى شلل البلاد"، معتبرا ان القضية ليست فقط ازمة نفايات "بل هناك نفايات سياسية كبيرة في البلاد" في اشارة الى القوى السياسية.