أكد ممثل مصر في الجامعة العربية السفير طارق عادل، أن الاجتماع الطارئ للجامعة العربية على مستوى المندوبين، اليوم الثلاثاء، يأتي لبحث الأوضاع الخطيرة والمتدهورة في مدينة سرت الليبية، كما يأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي يشهد فيه شعب عربي شقيق وهو ما يمكن أن يصل إلى عملية إبادة جماعية وتشريد على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا. وأضاف السفير طارق عادل في تصريح اليوم أن هذا التحدي لا يقتصر على ليبيا فحسب، وإنما سيمتد في العديد من الدول العربية، إذا لم تتصد لجميع التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة باسرها، بحسب وكالة "أ ش أ". وأشار إلى أن هناك دماءً عربية تسال في العديد من الأقطار العربية من قبل تنظيمات إرهابية وبالتالي بات من الضروري اضطلاعنا بما يفرضه الدين والواجب والمسئولية من التكاتف وتكثيف المسئولية لمواجهة هذه الأفكار المتطرفة. وقال إنه انطلاقا من حرص مصر على صيانة الأمن القومي العربي أكدت وتؤكد دومًا على موقفها الثابت بدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا في ليبيا. وتابع في هذا السياق أن مصر تؤيد وتدعم بشتى الطرق جهود الحكومة الليبية لبسط سيطرتها على كامل ترابها الوطني وهو الحق الذي يكفله لها ميثاق الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وكافة المواثيق والأعراف الدولية. وأضاف أن تمكين إرادة الشعب الليبي والممثلة في مجلس النواب والحكومة الشرعية تستدعي التحرك بشكل عاجل على المستويين الدولي والإقليمي لتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، وكذلك رفع الحظر على تصدير السلاح إلى الجيش الوطني الليبي، حيث أن التراخي عن المضي قدمًا بهذا الاتجاه سيؤدي حتمًا لتقوية شوكة هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ولاسيما أن تشكيل حكومة وحدة وطنية تستغرق بعض الوقت وهو ما يدعو إلى عدم الانتظار فيما يخص إجراءات مكافحة الإرهاب في ليبيا. وأوضح أن مصر انطلاقًا من إيمانها الراسخ بضرورة الدفاع عن الأمن القومي العربي ملتزمة بالتحرك على الساحة الدولية والإقليمية في الفترة القادمة لضمان توفير الدعم للحكومة الليبية الشرعية ولتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2214 والذي يؤكد على ضرورة تقديم الدعم والمساعدة للحكومة الليبية بما في ذلك من إمدادها بالمساعدات في مجال الأمن وبناء القدرات. وأضاف أن ما يثير الاندهاش هو الازدواجية التي يقوم بها المجتمع الدولي مع تهديدات تنظيم داعش الإرهابي من حيث الحماس والعمل على دحره في سوريا والعراق من ناحية وتجاهل ممارسات نفس التنظيم في ليبيا. وأكد أن مصر تشيد بما يبديه مجلس النواب الليبي من انخراط إيجابي وفعال مع جهود المبعوث الأممي لتحقيق التسوية والمصالحة على المسار السياسي، وذلك على الرغم مما تواجهه من تهديدات إرهابية وهو الموقف الذي تدعمه مصر بقوة . واختتم أن القراءة المتأنية في التطورات الإقليمية خلال الفترة الماضية يمكن الوصول إلى نتيجة مفادها أن الأمة العربية ستجابه تحديات متنوعة في السنوات الحالية والقادمة وهو الأمر الذي يستدعى تكثيف وتوسيع وتعميق التعاون المشترك من خلال القوة العربية المشتركة التي ستكون درعًا وسيفًا للامة العربية.