طبيب يحذر: التنميل والصداع.. مؤشر على آلام العمود الفقري

قال الدكتور محمد إبراهيم رشيد أستاذ العمود الفقري بكلية الطب جامعة عين شمس، إنه ليس من الضرورة أن تكون مشاكل العمود الفقري مصحوبة بآلام في الظهر والرقبة، لأن من أهم الأعراض التي تشير إلى وجود مايستدعي إستشارة متخصص في العمود الفقري، هى آلام الضغط عل الأعصاب أو الأوعية الدموية للأطراف، مثل آلام الذراعين أو الفخذين، والتنميل أوالخدر بأحد الأطراف، والشعور بالضعف، أو الثقل في أحد الأطراف، والصداع والغثيان، وطنين الأذن، وغشاوة الرؤية.
وأشار رشيد إلى أنه لابد أن يؤخذ الأمر بالجدية اللازمة وخاصةً إذا لم تفيد الطرق البسيطة التي يضطرنا الألم إلي اللجوء إليها مثل الراحة التامة أو تناول بعض مسكنات الألم، والتي لاتسبب الشعور بالتحسن، مضيفًا إلى أنه لايجب أن يطول الإنتظار لأكثر من عدة أيام ، وذلك لتجنب تفاقم الحالة أو حدوث "تلف".
وأكد رشيد أنه تأتي مرحلة ضرورة التدخل الجراحي، والتي تسبتها بعض الحقائق الهامة في علاج وجراحة العمود الفقري، مشيراً إلى أن الغالبية العظمي من مشاكل العمود الفقري أو حوالي 80% من الحالات، لاتحتاج إلى تدخل جراحي، خاصةً إذا بدأ علاجها السليم عن طريق إستشاري متخصص في مرحلة مبكرة، قبل أن تتطور الحالة من درجتها البسيطة إلى مرحلة متقدمة، مثل الإنزلاق الغضروفي الكامل، أو تلف الأعصاب، أو حدوث مضاعفات غير مرغوب فيها، قد تصل إلى عدم التحكم في البول.
وأضاف رشيد أن المريض هو أقدر شخص علي تحديد إحتياجه إلى تدخل جراحي، عندما يشعر أن الطرق البسيطة، أو مايسمي بالعلاج التحفظي لم تجد نفعاً في تحسن الأعراض التي يعاني منها، مؤكداً إلى أن أن قرار إجراء التدخل الجراحي هو بالدرجة الأولي قرار المريض، مضيفًا لا يجب أن تتم الجراحة سوي بعد تفهم المريض التام لتشخيص حالته، ولكافة المضاعفات المحتملة في حالة عدم إجراء التدخل ، وكذلك التعرف على كافة التفاصيل الدقيقة للإجراء الذي نصح به الطبيب المعالج.
الإنحناء الجانبي للعمود الفقري يظهر في المراهقة
قال رشيد أن الانحناء الجانبي للعمود الفقري يمكن ملاحظتة في منطقة الصدرأو الخصر، حيث طبيعياً أن ينحني العمود الفقري بشكل جانبي ودائري بثلاثة أبعاد، ويكون ممتد بشكل خط من الأعلي إلى الأسفل، أما بالنسبة لإنحناء العمود الفقري فإنة يقوم بتغيير مكانة إلى اليمين أو اليسار، فيما يدور حول محورة، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يكون الإنحراف في منطقة واحدة آو أكثر من منطقة في الجسم وفي اتجاهات مختلفة.
وأكد رشيد، أن أعراض الإنحناء العمودي، يظهر غالباً في سن المراهقة وإن لم يتم علاجة فإنه يتسبب في مشاكل في النظام التنفسي والقلب والمنظر الجمالي، حيث يكون من الصعب تدارك الأضرار الناتجة عنه، وأضاف أن أهم الأعراض التي تؤكد الأشتباه بالمرض، هى تفاوت مستوي الكتفين، بالإضافة إلى عدم التناسق بين حفر الخصر، مع وجود بروز عظام الخصر بشكل خاطئ للامام، مع وجود تورم للعظام علي جانب واحد في الظهر، ووجود نتواءت علي عظمة الكتف، بالإضافة إلى اختلال توازن الجسم نحو اليمين واليسار.
وعن أنواع إنحناء العمود الفقري قال رشيد، أن النوع الأول هو إنحناء العمود الفقري العصبي والعضلي، حيث يحدث نتيجة لشلل الدماغ أو ضمور العضلات وهو مرتبط بالأمراض العصبية الناتجة من شلل العضلات.
وأوضح رشيد أن علاج هذا النوع بوقت مبكر ينهي عيوبه، مضيفًا إلى أن النوع الثاتي للإنحناء هو إنحناء العمود الفقري مجهول السبب، حيث يعتبر أكثر أنواع إنحناء العمود الفقري شيوعًا، فيما يعد انتشاره مؤخراً على نطاق واسع على أنه مرض مورث، ويحدث غالباً عند الفتيات الشابات في مرحلة النمو السري بفترة البلوغ، مؤكداً أن إنحناء العمود الفقري لايسبب أي نوع من الألم بفترة البلوغ ومن الصعب القيام بتشخيصه، ولذلك السبب فانه عند اكتشاف إنحناء العمود الفقري فانه يكون قد بدأ منذ سنوات قليله ماضية، مشدداً علي ضرورة مراقبة العمود الفقري عند الأطفال بشكل منتظم حتى اكتمال نموه بشكل تام، قائلا": كلما بدأنا بالعلاج مبكرا ترتفع نسبة النجاح".
وأكد رشيد أن الجراحة هى الخيار الوحيد للمرضى الذين يعانون من نسبة انحناء تصل لأكثر من 40 درجة والذين مازالت قدرتهم على النمو مستمرة، حيث يتم زرع قضيب داخل الظهر او الخصر، فيما يتم أثناء عملية الجراحة رصد وظائف النخاع الشوكي، الغرض منه توفر الشعور بالأمان لدى للطبيب والمريض.