عن دار ينابيع السورية للنشر والتوزيع , صدر حديثا ديوان الشاعرة السورية المقيمة بألمانيا أشجان الشعراني " منمنمات على كف دمشقية " . يبلغ عدد قصائد الديوان 45 قصيدة , جاءت كلها على الشكل العمودي , وهو أول ما يلفت الانتباه , فقد آثرت الشاعرة أن تسبح ضد التيار الإبداعي السائد المتمثل في قصيدة النثر والتفعيلة , وهذا في حد ذاته يشي بجرأة الشاعرة وثقتها بنفسها وبقدرتها على تقيد ما هو مغاير لكنه أيضا يمثل مغامرة ليست سهلة , لأن المراهنة على الشكل العمودي تتطلب قدرة خاصة على تطويع الأنماط الموسيقية التقليدية بحيث تخرج عن رتابتها وألفتها التي تعتبر سلاحا ذا حدين في مواجهة القاريء والناقد معا . ومع ذلك فقد بدا واضحا قدرة الشاعرة وتمكنها الموسيقي والعروضي , فهي لم تقتصر على البحور المعتادة ذات التفعيلة الواحدة مثل الكامل والخبب وغيرهما , بل استطاعت أن تكتب قصائد من الطويل والبسيط أيضا بانسيابية وتدفق . هذا من جهة الشكل , أما من جهة المضمون , فالسمة المهيمنة على الديوان هي الشكل الرومانتيكي في المعالجة والتشكيل , ويكفي أن نقرأ عناوين بعض القصائد لندرك ذلك في الحال , " أنين الصمت " " سجال حبيبن " " أسيرة الفراديس" " البحر وهو " . وقد جاءت بعض العنواين بشكل مباشر مثل " نبكي أوطاننا " " نهاية قصتنا " " لا أغار" وتنوعت الموضوعات بين ما هو ذاتي وخصوصا موقفها من الحب والرجل , وبين ما هو عام ووطني , وبخاصة أنها تعيش في ألمانيا بعيدة عن وطنها المكلوم سوريا . كما كان لعاطفة الأمومة حضور واضح في بعض القصائد التي تتحدث عن الطفل باعتبار أن الشاعرة أم . وبشكل عام فقد نجحت الشاعرة في أن تقدم نفسها للقاريء العربي صوتا خاصا يحمل بصمتها الواضحة دون أن تتذوب في تقليد الأصوات الشعرية السائدة . ونختار من قصيدة وا أسفي : هذه الأبيات صحوت على غدر الزمان وليتني جنيت من الأقدار ما كنت أطلب صحوت وقد كان الرقاد مصاحبي فصبر جميل إنما العمر يذهب