تسود حالة من الترقب الشديد بمدينة طنجة، في أقصى شمالي المغرب، على إثر إعلان وزارة الداخلية المغربية، نيتها إخلاء أكبر حي سكني يقطنه المئات من المهاجرين الأفارقة، الذين قالت إنهم يحتلون مساكن تعود لمواطنين مغاربة بصورة غير شرعية. وتقول السلطات المغربية، إن المهاجرين الأفارقة المقيمين على أراضيها، يقومون بممارسة تصرفات غير قانونية تتعلق أساسا باقتحام واحتلال شقق وممتلكات الغير بدون سند قانوني، وهي التصرفات التي تتسبب من حين لآخر في احتجاجات وغضب في صفوف أهالي حي "العرفان" في مدينة طنجة، حسب بلاغات سابقة لسلطات محافظة طنجة. وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، اليوم الثلاثاء، أن السلطات المحلية لولاية (محافظة) طنجة حذرت مواطنين من إفريقيا جنوب الصحراء وطالبتهم بالإخلاء الفوري للشقق التي يحتلونها بشكل غير شرعي بحي "العرفان". وحذرت الوزارة في بيان لها، أنه " إذا لم يتم إخلاء الشقق في غضون 24 ساعة، فإن السلطات ستكون مضطرة للتدخل لإجلاء المحتلين من أجل إعادة الشقق المذكورة إلى أصحابها طبقا للقانون الجاري العمل به ". وخلص البيان، الذي تلقت الأناضول نسخة منه، إلى أن "احترام الملكية الخاصة مضمون بمقتضى القانون، الذي تتولى السلطات العمومية واجب فرض احترامه تحت إشراف النيابة العامة المختصة". ويأتي تصعيد السلطات المغربية للهجتها اتجاه المهاجرين الأفارقة، بعد أيام من قيام نحو 350 مهاجرا، باقتحام شقق ومنازل تعود لمواطنين مغاربة، بحسب مصدر أمني مغربي في تصريحات لمراسل الأناضول، فضل عدم الكشف عن هويته. من جهة أخرى، قالت "رجاء البحري"، إحدى ساكنات حي العرفان، إنها تلاحظ بين الفينة والأخرى، هجوما جماعيا من طرف بعض المهاجرين الأفارقة على منازل في ملكية مواطنين مغاربة. وأوضحت "البحراوي"، في حديث ل"الأناضول"، أن هؤلاء المهاجرين الذين يفدون بشكل مستمر على مدينة طنجة، يعتمدون على تكسير الأقفال في عمليات احتلالهم للمحلات السكنية. من جهته، قال "محمد علوشي"، مغربي مقيم في الديار الإيطالية ويملك منزلا بحي "العرفان" ل"الأناضول"، إنه تفاجأ بعد عودته للمغرب قبل بضع شهور بوجود منزله تحت سيطرة ثمانية مهاجرين أفارقة. وعاين مراسل الأناضول كذلك، أجواء من الترقب في أوساط كل من المواطنين المغاربة والمهاجرين الأفارقة، المقيمين بحي "العرفان"، الذي يشكل أكبر تجمع للمهاجرين الأفارقة في مدينة طنجة بشمالي المغرب. ودفعت تحذيرات وزارة الداخلية المغربية، مجموعة من المواطنين المغاربة، إلى مغادرة منازلهم وإغلاقها بإحكام، تحسبا لاندلاع مواجهات بين الشرطة والمهاجرين الأفارقة. فيما رفض مجموعة من المهاجرين الأفارقة، إخلاء المحلات السكنية التي يقطنونها، بينما استجاب آخرون إلى تحذيرات وزارة الداخلية. ويقول "ساليو مبامو"، مهاجر إفريقي من غينيا، في تصريحات للأناضول إن المهلة التي حددتها السلطات المغربية للمهاجرين من أجل إخلاء هذا الحي غير كافية، مطالبا بتمديد المهلة حتى يتسنى للجميع تدبير وجهات جديدة . وأضاف قائلا" المهاجرين الأفارقة المقيمين بحي العرفان ليسوا سيئين على النحو الذي تصوره السلطات المغربية" ، ولفت إلى أن معظم المهاجرين حريصين على التعايش الأمثل مع المواطنين المغاربة. ويقدر عدد المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين يقطنون بحي بوخالف، نحو 800 شخص، تنضاف إليهم من وقت لآخر، أعداد أخرى من المهاجرين بعد وصولهم إلى مدينة طنجة. وكانت مواجهات عنيفة بحي بوخالف، اندلعت ليلة الجمعة السبت (30و31 أغسطس /آب 2014)، بين مواطنين مغاربة ومهاجرين منحدرين من دول جنوب الصحراء، خلفت بالإضافة إلى مقتل مهاجر سنغالي، 14 مصابا من الجانبين. ويستقر المئات من المهاجرين القادمين من بلدان أفريقية مختلفة بمخيمات يقيمونها بالغابات المجاورة لعدد من المدن في أقصى الشمال المغربي على الواجهة الشمالية، ورغم قيام السلطات المغربية في بعض الأحيان بمهاجمتها وإزالتها إلا أن ذلك لا يثني هؤلاء عن إعادة إقامتها، باعتبارها مخابئهم المؤقتة في انتظار تحقق حلمهم بالهجرة إلى "الجنة الأوروبية". وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية، منذ منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين بلدتي مليلية والناظور بحاجز ثلاثي على ارتفاع 7 أمتار، وعلى امتداد طوله 11 كلم محيطا بمليلية التي تصل مساحتها إلى 12 كلم مربعا، بالإضافة إلى تثبيت الأسلاك الشائكة على الجزء العلوي من السياج المجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية.