أكد سفير مصر لدي العراق أحمد درويش أهمية تحقيق المصالحة الوطنية وفق مبدأ "المكاشفة والمصارحة" بين مكونات الشعب العراقي من أجل توحيد الصفوف في مواجهة الإرهاب ، قائلا "إن شعب العراق متعدد الأعراق والديانات والمذاهب والطوائف وبه تنوع ثقافي هو نقطة قوة لدولة العراق التي تحتضن أبنائها دون تفرقة على أساس المواطنة والإلتزام بالدستور والولاء للوطن". ونبه السفير درويش- في حديث مع وكالة أنباء "الشرق الأوسط" في بغداد إلى أن الصراعات التي تشهدها دول المنطقة العربية مفروضة من الخارج ونتيجة صراعات إقليمية تحظي بغطاء دولي بهدف السيطرة على مقدرات المنطقة من خلال بث الفرقة بين مكونات شعوبها للإضرار بالأمن القومي العربي.. لافتا إلى أهمية انجاز المصالحة الوطنية بالعراق والاستفادة من تجربة جنوب إفريقيا رغم اختلاف الظروف وخصوصية الوضع بالعراق، إلا أنه يمكن الاستفادة من هذه التجربة باعتماد أسلوب المكاشفة والمصارحة كمدخل لبناء مصالحة وطنية حقيقية. وأوضح السفير درويش الذي عمل ضمن فريق الأممالمتحدة خلال فترة المصالحة وإنهاء نظام الفصل العنصري والخلافات والصراعات القبلية في جنوب إفريقيا أن لجنة "الحقيقية والمصالحة" بجنوب إفريقيا كان لها دور كبير في اتمام المصالحة ونجاحها. وأضاف أنه "خلال تكليفي بالعمل مع بعثة الأممالمتحدة في جنوب إفريقيا بمنطقة الكيب الشرقي، كانت تعقد جلسات مصالحة يعلن فيها كل طرف اعتراضاته وانتقادات للأطراف الأخري للوصول إلى حلول مشتركة والتوصل للمصالحة، وكانت هناك جهات لاترغب وفق مصالحها في عدم اتمام المصالحة. وتابع: كانت هناك جهات متطرفة تسعي لتخريب المصالحة انطلاقا من مصالح سياسية واقتصادية ضيقة لإبقاء حالة التوتر قائمة.. واستدرك قائلا:" لكن الشعب العراقي يقينا شعب متسامح محب للحياة وتتعايش مكوناته منذ آلاف السنين، وتجد في إطار العشيرة الواحدة سنة وشيعة وربما ديانات أخري". ونوه السفير درويش بأن الشعب العراقي شعب عربي أصيل، قائلا : "شعب العراق يعد أبو العرب المستعربة، كما أن مصر تعتبر جد العرب المستعربة، وهم من نسل سيدنا إبراهيم الذي تزوج السيدة هاجر وانتقل بها إلى مكة مع ولده إسماعيل، حيث نبع ماء زمزم". ولفت إلى أن تحرك الرسل والأنبياء، وفي مقدمتهم "خليل الرحمن "إبراهيم عليه السلام، هو بتوجيه رباني ويبعث برسالة تنبذ الفرقة والخلافات وتطرحها جانبا وتغلب التسامح والتعايش بين البشر، فهو عبر من العراق إلى أرض الشام وفلسطين ومصر وانتقل بأهله إلى أرض الجزيرة العربية وفي القلب منها مكةالمكرمة.. وقال: إن المخاطر التي تهدد العرب والمسلمين جمة فمن يقوم بالإساءة للاسلام ويشوه الصورة الذهنية له هم جماعات محسوبة على المسلمين وتضر بالإسلام بشكل خطير. واستطرد " لو اجتمعت الإنس والجن على الإساءة للاسلام لن تصل إلى ما فعلت تنظيمات مثل "القاعدة" التي نفذت هجوم 11 سبتمبر في نيويورك باستهداف مركز التجارة العالمي، ووصولا إلى تنظيم(داعش) الآن، فالأعمال الإجرامية لهم أضرت كثيرا بالمسلمين وصورة الإسلام الحنيف.. والعديد من الخبراء أكد أن أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وزعيم داعش أبو بكر البغدادي حاليا وسيلتهم بث الفرقة بين المسلمين سنة وشيعة كمدخل للتخريب والسيطرة وتحقيق أجندات خارجية. ودعا السفير درويش علماء السنة والشيعة إلى الاجتماع على كلمة واحدة لمنع محاولات شق صف المسلمين بهدف إضعاف وحدة العرب والمسلمين والسيطرة على مقدرات بلدانهم ومواردها عن طريق بث الفرقة والفتن من أجل التمهيد لمشروع "سايكس بيكو" جديد ورسم حدود دول المنطقة. ولفت إلى أنه رصد استخدام شبكات عالمية غربية مثل (سي إن إن) لمصطلحات غريبة في بداية غزو داعش للعراق في إطار "الدبلوماسية العامة"، فاستخدموا مصطلح "الإرهاب السني" "داعش السنة" و"السنة الإرهابيين"، والآن "الحشد الشيعي الإرهابي" و"الحشد الشيعي الذي يقتل"، كلها تقصد شق عصا المسلمين والإساءة إلى الإسلام كدين سماوي " على حد تعبيره، .. ولاحظ إلى أن دول الحضارة القديمة تتعرض لمشكلات لاسيما ماينتمي منها إلى العرب وركائز أساسية في الأمن القومي العربي وذات ثقل حضاري وتاريخي وثقافي وقومي، في إشارة إلى مصر والعراق وسوريا.