إشاعة هروبه خارج البلاد والتي نفاها لاحقاً فتحت الباب على مصراعيه للحديث عن هذا الرجل الذي ثارت حوله العديد من التساؤلات منذ سقوط نظام مبارك، ففي الوقت الذي حاول البعض اعتباره من الفلول دافع عنه البعض الآخر واعتبر قربه من النظام السابق أمراً عادياً كرجل أعمال بارز، لكن بعد ما أثير حول فتنة الميكي ماوس على موقع تويتر وما تردد عن تورط شركة موبينيل في قضية استخباراتية أثيرت تساؤلات مفادها: هل كل ذلك من باب المصادفة أم تصفية حسابات قديمة؟ أم أنها صراعات انتخابية ظهرت أعراضها مبكرا؟ قصة التخابر عاش رجل الأعمال نجيب ساويرس في حالة قلق بالغ مع استمرار التحقيقات حول تورط شركة موبينيل - التي كان يشغل فيها منصب عضو مجلس الإدارة - في قضية التجسس لحساب المخابرات الصهيونية، واتهامها بشأن تسهيل عملية تجسس صهيونية على شبكة الاتصالات المصرية عبر إقامة شبكات تقوية عملاقة بمنطقة العوجة على الحدود المصرية الصهيونية، لا تضم سوى 15مشتركاً فقط والمتهم فيها الأردني بشار إبراهيم أبو زيد، ووأوفير هراري الضابط ب "الموساد". ولكنه سريعاً ما لجأ للرد على كل هذه الاتهامات بأنه استقال من رئاسة مجلس إدارة شركة أوراسكوم وهي الشركة المالكة لشركة موبينيل، وذلك للإفلات من المساءلة، باعتباره غير مختص بالنواحي الفنية والإدارية خلال الفترة التي تم فيها إنشاء هذه الشبكة، بالإضافة إلى تبني إستراتيجية الإنكار التام لكل التهم الموجّهة إليه. وقد استعان ساويرس بفريق من الخبراء الأجانب، خاصة وأن التقارير الصادرة عن جهاز الأمن الوطني والمخابرات العامة أدانته بتهديد الأمن القومي المصري، وقالت إنه يسعى إلى تجاوز هذه المشكلة بأقل قدر من الخسائر. وتواصل نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات مع عدد من المسئولين الآخرين بشركة موبينيل من بينهم الذين قاموا بتوجيه الإرسال إلى تل أبيب مما أدى إلى مساعدة المتهم الأردني في تنفيذ توجيهات ضابط الموساد، وكذلك التحقيق مع أمن البرج المكلف بحراسته، بعد قيام مهندس الاتصالات الأردني بشار بالصعود إلى تلك الأبراج وتركيب الأجهزة الخاصة بالتصنت على جميع المكالمات. ميكي ماوس والنقاب لم يحالفه الحظ كذلك حين قام بنشر صورة كارتونية لميكي ماوس وزوجته ميني، بلحية ونقاب في تشبيه للسلفي الملتحي، وزوجته المنتقبة، بصفحته على موقع تويتر الاجتماعي، وأدى ذلك إلى زيادة حدة التوتر مع السلفيين وعدد من المواطنين المسلمين الغاضبين، الذين اعتبروا ما فعله ساويرس إساءة للإسلام ومساساً بشعائرهم ومقدساتهم، و قد شنّ بعدها عددٌ كبيرٌ من المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة شركات ساويرس مثل شركة موبينيل، والتي بسببها تكبدت شركات ساويرس خسائر فادحة. صعود الملياردير وُلِدَ نجيب ساويرس في السابع عشر من يونيو عام 1955، في محافظة سوهاج مركز طهطا، حصل على دبلومة الهندسة الميكانيكية وماجستير في علوم الإدارة التقنية من المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا، أطلق قناة أو تي في التي تم افتتاحها في 31 يناير 2007 وقناة أون تي في التي تم افتتاحها في 6 أكتوبر 2008، وهو أيضاً مساهم في جريدة المصري اليوم. بدأ حياته العملية في مصر بعد عودته من رحلة الدراسة سنة 1987 بإنشاء قطاع في شركة والده(اوراسكوم) باسم قطاع التكنولوجيا بوكالة شركة HP للحاسبات وظل يطور هذا القطاع فضم آلية وحدة اتصالات الحاسب من شركة AT&T في عام 1990 ليستكمل منظومة العمل في هذا المجال، ثم تطورت علاقته بالشركة حتى حصل على وكالة شركة AT&T لأجهزة الاتصالات سنة 1992 ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقته بقطاع الاتصالات وشغفه بها وجاءت نقطة التحول في حياته بانطلاقة في عالم الهاتف المحمول بتحالفه مع شركتي France Telecom و Motorola بإنشاء شركة موبينيل للاتصالات التي استحوذت على 70% من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول في مصر . تولى ساويرس منصب رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تيليكوم القابضة منذ إنشائها في نهاية عام 1997 ، وذلك بعد قرار الإدارة تقسيم أوراسكوم إلى مجموعة من الشركات المنفصلة وهي: أوراسكوم تيليكوم و أوراسكوم للإنشاء والصناعة وموقعها على الإنترنت و أوراسكوم للفنادق والتنمية و أوراسكوم للأنظمة التكنولوجية . أغنى الأغنياء في عام 2010 كان ثلاثة من آل ساويرس ضمن قائمة أغني أغنياء العالم التي تصدرها مجلة فوربس الأمريكية حيث حل نصيف ساويرس الشقيق الأصغر لنجيب في المركز 12 بثروة قدرها 9ر5 مليار دولار، بعد أن كان ترتيبه 196 في قائمة العام 2009، وسجلت ثروته زيادة بلغت 8ر3 مليار دولار وهو بهذا يتقدم على والده الملياردير أنسي ساويرس الذي حل في المركز 307 بثروة بلغت 1ر3 مليار دولار ،في حين حل نجيب ساويرس في المركز 374 بثروة قدرها 5ر2 مليار دولار .فهل تنجح كل هذا المليارات في الدفاع عن سمعة ساويرس وشركاته.