أعلن السفير الإيراني في لبنان محمد فتح علي، أن بلاده تقدم هبة غير مشروطة للجيش اللبناني ومن دون مقابل. وقال فتح علي لصحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الأثنين: "إن الهبة الإيرانية للجيش مخصصة لدعم عمله في مكافحة الإرهاب، وهي غير مشروطة ومن دون مقابل". وأوضح أن العرض الذي حمله الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني ، في زيارته الأخيرة للبنان، "عبارة عن هدية من دون قيد أو شرط، وبالتالي فهذه ليست صفقة، ولا يوجد فيها أي وسيط أو أي طرف ثالث، بل هي هبة من دولة إلى دولة، وإيران لا تريد من لبنان شيئاً في المقابل". ولفت إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام "رحّب بالهبة لأنها ضرورية للبنان وجيشه". وعن نوعية الهبة والمساعدات العسكرية، أوضح إن بلاده "مستعدة لتقديم كل ما يحتاجه لبنان من أسلحة وذخائر، وهذان الامران حيويان للجيش، ونحن، استناداً إلى خبرتنا العريقة في مكافحة الإرهاب طوال أكثر من ثلاثة عقود داخل إيران وخارجها، نعرف ما هي الحاجات الضرورية، ونريد أن نقدمها إلى لبنان على طبق من الإخلاص للجيش اللبناني". وأشار إلى أن بلاده "مهتمة بلبنان وبأمنه، ولا سيما أنه يعاني اليوم أزمة قوية بسبب الإرهاب الذي يتعرض له. لذا، نعتبر أن من واجبنا الوقوف إلى جانبه، كما إلى جانب الدول التي تنتمي إلى محور المقاومة والممانعة، وأن نقول لهم لستم وحدكم في محاربة الإرهاب". وأضاف: "كل الدول تقدم مساعداتها للجيش في محاربته الإرهاب، ونحن في إيران حقّقنا، خلال الأعوام الماضية، مكتسبات وإنجازات ملموسة، نعتقد أنه يمكن أن تساعد الجيش اللبناني الباسل". وعن احتمال اعتراض الولاياتالمتحدة على الهبة الإيرانية، قال إن "هذا التصرف يأتي من ضمن سياسة ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب"، لافتاً، إلى السياسة التي تعتمدها واشنطن في ضرب التنظيمات الإرهابية، إذ "إننا نعتقد أنه ليست لدى الائتلاف الدولي نية فعلية لمكافحة الإرهاب، وهو داء سرطاني يصيب دول المنطقة ويجب أن تتوحد في صف واحد لمواجهته". ورأى فتح علي أن "أي دولة تعترض على المساعدة التي تقدمها إيران إلى لبنان لا تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية. فلبنان يعيش ظرفاً صعباً، والجيش يحتاج إلى دعم عسكري من الجميع كي يتمكن من مواجهة الإرهابيين والاعتداءات التي تستهدفه". وقال: "إن الهبة الإيرانية جاهزة، وإذا توافرت الأطر القانونية لها فنحن جاهزون لتقديمها فوراً"، مشيراً إلى أنها يمكن أن تشمل "بعض الآليات التي قد تستخدم في مكافحة الإرهاب". وأضاف فتح علي أن لبنان يحتاج إلى مساعدة طارئة، والأسلحة والذخائر لدينا جاهزة ولا تحتاج إلا إلى نقلها إلى الجيش، وحين يقول لبنان إنه أصبح مستعداً لتقبّلها سنقوم فوراً بتسليمها، لكن يجب ألّا تتأخر المساعدات بسبب كثافة التهديدات التي يتعرض لها لبنان. وعن التعاون العسكري مع الجيش، قال: "نحن نقدّم الهبة العسكرية كمرحلة اولى من التعاون مع الجيش اللبناني، ونعتبرها مقدمة طبيعية لزيادة التعاون معه، وسندرس في المستقبل احتياجات الجيش العسكرية واللوجيستية، بتأنٍّ، كي تكون ملائمة في عملية مكافحة الارهاب".