انضم مجلس شورى ثوار بنغازي (تجمع لكتائب الثوار الإسلامية) إلى الرافضين للحوار الذي عقد أمس الإثنين برعاية دولية بين أعضاء مجلس النواب الليبي (البرلمان) بطبرق والنواب المقاطعين له في مدينة غدامس، غربي البلاد، واعتبره "دعوة مشبوهة". وقال مجلس شوري ثوار بنغازي في بيان له، اليوم الثلاثاء، وصل الأناضول نسخة منه إن "المبادرة التي عقدت في غدامس هي دعوة للحوار لم تبن على أسس شرعية صحيحة بل هي دعوة ليتنازل صاحب الحق عن حقه والرضوخ لأهل الباطل والعفو عنهم دون عقاب والسماح لهم للعودة لطغيانهم تحت غطاء المصالحة الوطنية ". واعتبر المجلس أن "الدعوات المتحيزة تعيد البلاد للمربع الأول من التصفيق للطغاة والتطبيل لهم"، معلنًا بشكل صريح أنه "لن يدخل في هذه المبادرة (حوار غدامس) ولن يكون طرفًا فيها". ووصف مجلس شوري ثوار بنغازي جلسة الحوار التي عقدت في غدامس بأنها "محاولة لإقصاء الثوار من المشهد على الرغم من أنهم أصل فيه"، معتبرا أن "الثوار من يقاتلون على الأرض لحماية البلاد وصونها من التدخلات الأجنبية السياسية والعسكرية ". وكانت دار الإفتاء الليبية (حكومية) وهيئة علماء ليبيا (مستقلة) دعيا في بيان مشترك اليوم إلى رفض "حوار غدامس"، فيما أعلنت قوات "فجر ليبيا" (عملية عسكرية بطرابلس) رفضها له أيضا وتمسكها ب"الحل العسكري". وفي تصريحات للأناضول، استنكر البرلماني الليبي، طارق الجروشي، رفض هذه الأطراف للحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة حاليًا والمنعقد بغدامس، مطالبًا الأممالمتحدة بوضع حد "لتضيع الوقت مع جهات تؤمن فقط بالقوة وترفض المسار الديمقراطي وإعلانهم خارجين عن الشرعية". وقال الجروشي إنه "بعد عقد الليبيين والمجتمع الدولي آمالهم علي الحوار الذي بدأ أولي جولاته الإثنين بمدينة غدامس ها هو الطرف الآخر يرفض الحوار ويتمسك بالسلاح والعنف". وأضاف: "أنا أؤمن أنه من العبث ومضيعة للوقت الاستمرار في الحوار مع من يرفضنا من الذين جعلوا أنفسهم مظلة للإرهابيين مثل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا". وطالب الجروشي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية وجميع الدول التي زارت البرلمان في مقر انعقاده بمدينة طبرق (شرق) بوضع حد لما يحدث، قائلاً: "كفاكم لعب دور الحاملين لمظلة السلام المتأرجحة وفي حين أن الرؤوس تقطع والبيوت تهدم والمدنيين يهجّرون والسياسيين يهددون". وتابع: "تلك الجهات التي تقصف المدنيين وتهجر المواطنين وتعتقل وتغتال كل من يعارضها متمسكون بالسلاح ولغة القوة"، متسائلاً: "ماذا ينتظر المجتمع الدولي بعد؟" وأشار إلى أن أحد النواب المقاطعين لجلسات مجلس النواب قد صرح لإحدي الصحف العربية قائلاً: "لا يمكن أن نتحاور مع من وصفنا بالإرهاب"، في إشارة لتصريحات عضو البرلمان المقاطع لجلساته عن مدينة مصراتة، عبد الرحمن السويحلي، لصحيفة الحياة اللندنية اليوم والتي قال فيها إنَّ "أي وثيقة توقَّع في حوار غدامس لن تكون ملزمة لأحد لأن الوفد الذي حضر لا يمثل قوات فجر ليبيا". وعقد، أمس الاثنين، الحوار الليبي بين ممثلين عن أعضاء البرلمان المجتمعين بطبرق والمقاطعين له والذي دعت له الأممالمتحدة الأسبوع الماضي بمدينة غدامس (جنوب غربي ليبيا) لأجل إنهاء الأزمة السياسية في البلاد. واتفق المتحاورون أمس خلال تلك الجولة التي حضرها ممثلون عن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا علي السعي لوقف إطلاق النار في البلاد وعلاج الجرحي وفتح ممرات أمنية للمدنيين في مناطق الاشتباكات علي أن يستأنف الحوار بعد عيد الأضحى المبارك. وجاء حوار غدامس على خلفية مقاطعة بعض من أعضاء البرلمان الليبي لجلسات البرلمان التي تعقد بمدينة طبرق الليبية والتي افتتحت في 4 أغسطس/ آب الماضي. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلسوبنغازي، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).