في وقت رفض فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرد على انتقادات وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأوضاع الداخلية المصرية، حرصا على مصالح مصر، كما قال، خرجت ردود فعل شعبية وسياسية مطالبة بمقاطعة تجارية واقتصادية لانقرة، ووقف حركة السياحة ومرور السفن التركية في الخطوط الملاحية المصرية. وقال السيسي في لقاء مع نحو 55 إعلامياً مصريا بفندق "نيويورك بالاس": "أنا شخص حر ولدي كرامة تمنعني من الرد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حرصًا على مصلحة مصر"، حسب ما نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "الوطن" المصرية الخاصة اليوم الخميس. وخلافا لموقف السيسي، خرجت مواقف سياسية وشعبية رافضة لانتقاد أردوغان الأوضاع السياسية المصرية، ومطالبة باتخاذ اجراءات للرد على تلك الانتقادات، وفق ما رصده مراسل وكالة الأناضول. إذ طالب "ائتلاف دعم صندوف تحيا مصر" (غير حكومي)، رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، في بيان، ب"إغلاق المراكز الثقافية التركية الموجودة في القاهرة والإسكندرية (شمال)"، و"مقاطعة كافة الصناعات التركية وعدم التعامل مع الشركات السياحية التي تخدم المصالح التركية". فيما طالب أيمن أبو العلا، سكرتير عام مساعد حزب المصريين الأحرار (ليبرالي) في بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه، ب"قطع العلاقات السياسية والتجارية مع أنقرة" كما طالب المصريين ب"مقاطعة البضائع التركية". جبهة الانقاذ الوطني في محافظة السويس، شمال شرقي مصر، طالبت ب"منع مرور شاحنات البضائع التركية من (الموانئ الملاحية) مصر". وقال مسؤؤل بهيئة موانئ البحر الأحمر لمراسل "الأناضول" مفضلا عدم ذكر اسمه، إن "العام الحالي شهد مغادرة 11 الأف و100 شاحنة تركية من ميناء الأدبية (السويس) متوجهين إلي ميناء ضبا السعودي، وأن الإيرادات التي حصلت عليها هيئة مواني البحر الأحمر خلال العام الماضي (2013) بلغت 665 ألف دولار (من السفن التركية)". وأضاف أن "وصلت من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء الأدبية خلال نفس العام 7600 شاحنة تركية وحصلت هيئة الميناء ايرادات بلغت 76 ألف دولار". وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، قال إيهاب موسى، رئيس ائتلاف دعم السياحة (غير حكومي) أن الائتلاف "خاطب شركات السياحة المصرية جمعاء، بضرورة وقف تنظيم الرحلات المصرية إلى تركيا، والامتناع عن إصدار تذاكر طيران إليها". وفيما استنكر "اتحاد القوى الصوفية" (غير حكومي)، حديث أرودغان عن السيسي، ومعتبرا إياه في بيان أمر "غير مقبول اطلاقا"، اعتبر إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، في بيان، أن كلمة أردوغان "تثير الفوضى وتبث الفرقة فى جسد الأمتين العربية والإسلامية". واعتبر رئيس حزب العدل ( ليبرالي)، حمدي السطوحي، في تصريحات صحفية أن "حديث الرئيس التركى عن مصر يعتبر تدخلا فى السياسة الداخلية المصرية وطعنا للشرعية الشعبية المكتسبة عن طريق الانتخابات". وفي مواقع التواصل الاجتماعي، كتب نشطاء مصريون علي صفحة الرئيس التركي الرسمية بموقع "فيسبوك" (Recep Tayyip Erdoğan)، نصها: viva egypt .. viva sisi (تحيا مصر، ويحيا السيسي)". كما دشن آخرين "هاتشتاغ" على موقع تويتر بعنوان "وجه كلمة لأردوغان"، طالبوا فيها بضرورة أن يكون هناك موقف رسمى مصري تجاه الحكومة التركية. كان وزير الخارجية، سامح شكرى، قرر، إلغاء مقابلة ثنائية، قالت الخارجية المصرية، في وقت سابق، إن الجانب التركي طلب عقدها، في نيويورك، وسط نفي من انقرة طلب اجراء مثل هذا الإجراء. وفي مداخلة هاتفية من نيويورك مع قناة "الحياة" الخاصة، الخميس، اعتبر شكرى، هجوم الرئيس التركى: "شىء ثانوى لا أهمية له". وبخلاف حالة الرفض تلك، تداول مؤيدو الرئيس المعزول، محمد مرسي، علي صفحاتهم الشخصية علي موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"توتير"بصورة كبيرة صورة لأردوغان وهو يرفع شعار رابعة في الأممالمتحدة، مشيدين بالتزامه باحترام الإرادة الشعبية ورفض ما يسمونه "الإنقلاب" عليها. وأدى السيسي اليمين الدستورية رئيسا لمصر يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر مايو/أيار الماضي.