أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، (غير حكومية) "استشهاد" 1500 طفل وتهجير 500 ألف آخرين، جراء استيلاء تنظيم "داعش"، المدرج على قوائم الإرهاب العالمية، على بعض محافظاتالعراق. وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي، في مؤتمر صحفي، بمبنى البرلمان في العاصمة بغداد، حضره عدد من أعضاء المفوضية، ومراسل وكالة الأناضول، إن "أطفال العراق عاشوا بسبب انتهاكات عصابات داعش مأساة إنسانية"، لافتا إلى "استشهاد أكثر من 1500 طفل، ونزوح أكثر من 500 ألف طفل مع ذويهم الذين باتوا في العراء حاليا". وأشار الغراوي، متحدثا باسم المفوضية، إلى أنه "مازال هناك 50 ألف طفل دون مأوى وتم تجنيد الكثير من الأطفال في الموصل دون سن 15 من العمر من قبل داعش واستخدمت بعضهم دروع بشرية". ودعا الغراوي مجلس النواب الى "اعتبار جرائم داعش بحق الاطفال جرائم ضد الإنسانية"، مطالبا "الأممالمتحدة بتقديم مساعدات عاجلة لأطفال العراق خاصة الماء والغذاء والدواء وبفتح جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية لهم." ولم يتسن التأكد من صحة الأرقام التي أعلنتها المفوضية، من مصادر مستقلة، لا سيما وأنه ليس هناك أرقام رسمية من قبل السلطات العراقية بخصوص هذا الصدد، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من "داعش" بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام. وشهدت الأوضاع الأمنية في أغلب مناطق شمال وغرب العراق تدهورا سريعا منذ العاشر من شهر يونيو/ حزيران الماضي، حيث سيطر تنظيم داعش على مناطق شاسعة، وترافق ذلك مع موجات من النزوح الجماعي خاصة للأقليات القاطنة في محافظة نينوى (شمال) ذات التنوع القومي والديني شمالي البلاد، من الايزيديين والمسيحيين والشيعة، توجه أغلبهم إلى محافظات إقليم شمال العراق. ويعم الاضطراب مناطق شمالي وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "داعش"، ومسلحين سنة متحالفين معه، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. فيما تمكنت القوات العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، وكذلك قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.