أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أندريس فوج راسموسن، أن الحلف مستعد لتقديم الدعم الأمني اللازم إلى ليبيا عندما تسمح الظروف بذلك في الوقت المناسب. وقال أمين عام الناتو -في مؤتمر صحفي بختام قمة الناتو اليوم الجمعة في مقاطعة ويلز البريطانية- إن الناتو أيضا على استعداد لمساعدة العراق، إلا أن ذلك يتوقف على تقديم طلب من العراق نفسه. وأضاف أن الوضع في العراق احتل جانبا كبيرا من المناقشات بجانب الوضع في سوريا، وأن هناك مسارين للعمل في هذا الصدد، قائلا إن المسار الأول يتابعه عدد من الحلفاء كل على حده الذين يحرصون على اتخاذ الخطوات الضرورية لمساعدة العراق ووقف تقدم تنظيم "داعش"، ومعربا عن ترحيبه الشديد بذلك. وقال إن المجتمع الدولي يحمل على عاتقه فعل كل ما يمكنه في سبيل وقف هذا "التنظيم الإرهابي الخطير". وأضاف أن المسار الثاني يتضمن دور الناتو، قائلا "لقد قررنا أنه في حال تلقينا طلبا من الحكومة العراقية، فنحن مستعدون لدراسة مهمة بناء قوة دفاعية في العراق". وأشار إلى أن الناتو لديه خبرة فيما يتعلق ببناء القوة الدفاعية في العراق، وذلك نظرا لأنه حتى عام 2011 كان يدير مهمة تدريب في العراق. وأوضح أن الحلف قرر أيضا أنه قد يلعب دورا تنسيقيا فيما يتعلق بتنسيق الجهود التي يقوم بها الحلفاء بشأن النقل الجوي، وكذلك تعزيز التعاون في تبادل المعلومات فيما يتعلق بإعادة المحاربين الأجانب الذين يقاتلون في العراق، معتبرا أن قضية المحاربين الأجانب أمر مقلق في وجهة النظر الأمنية. ورحب راسموسن بالتحرك العسكري للولايات المتحدة في مواجهة تنظيم "داعش" ومشاركة حلفاء آخرين بطرق مختلفة في مساعدة العراق في هذا الصدد. على صعيد آخر، قال راسموسن إن دول الحلف اتفقت على استحداث قوة جديدة ووحدة جاهزة للانتشار، وسيشمل ذلك آلاف المجندين الجاهزين للانتشار بريا وجويا ومائيا خلال ساعات. وأكد أنه "سيكون هناك تجهيزات ومخططات للقيام بالتدريبات لمواجهة اي تهديد محدق"، مؤكدا أن "أي اعتداء على دولة من دول الحلف يعد اعتداء على الحلف ككل، فالحلف يحمي جميع دوله". ولفت راسموسن إلى أنه "هناك خطوات جديدة سيتبعها الحلف على رأسها تعزيز الدفاعات الإلكترونية، اذ أن الاعتداءات الإلكترونية من شأنها تهديد المجتمعات الدولية ومنها دول الحلف"، مشيرا إلى أن "الحلف سيقوم بدعم الاستقرار في ليبيا وافريقيا وكوسوفو وأفغانستان، فنحن تعلمنا كيف نعمل يدا بيد للحفاظ على اسقرار دول الحلف. وقال "قررنا إطلاق مساعدة للحفاظ على الاستقرار بالاستناد الى خبراتنا الواسعة في الدعم ومستوى الدفاعات الإقليمية والدولية لوجود بعثة للحلف في ليبيا منذ وقت طويل"، لافتا إلى استعداد الحلف لانضمام دول جديدة اليه كمونتينيجرو وجورجيا شرط أن يلتزموا بالشروط وسيكون انضمام أي دولة إلى الحلف مبنيا على قدراتها ومميزاتها. وأشار إلى "عدم تخلي الحلف عن روسيا بالرغم من خللها بشروط الاتفاقية"، موضحا أنه "لدى الحلف خطة أوروبية ممنهجة مبنية على امن الدول الاوروبية وكذلك الحليفة، ونحن نؤمن بهذا الامن وهناك اتفاق شامل حول الموضوع، ونحن نحث روسيا على التزام مسؤولياتها تجاه هذا الامن".