المستشار الإعلامي للرئيس ل«مرسي»: أردوغان في المرحلة المكية محلل سياسي بتركيا: أردوغان يحاول إعادة الهوية الإسلامية عميد كلية الآداب الأسبق: أردوغان لن يكمل مدته حقق رجب طيب أوردوغان حلمه في الوصول إلى قصر شنقاي الرئاسي ليكون الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية منذ تأسيسها على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923م،وفاز حزبه"العدالة والتنمية"في تاسع استحقاق انتخابي على التوالي دون خسارة منذ إنشاء هذا الحزب،إلا أن هوية أوردوغان باتت جدلا يدور في أذهان الكثيرين، فهل كان أوردوغان علمانيا حتى النخاع، أم أنه إسلامي بنكهة علمانية أم هو علماني في ثوب إسلامي أم سيصبح أوردوغان الخليفة العثماني المنتظر ؟ تحقق شبكة الإعلام العربية «محيط» وترصد آراء الخبراء لتكشف الستار عن هوية تلك الشخصية المثيرة للجدل «أردوغان». المرحلة المكية قال أحمد عبد العزيز المستشار الإعلامي للرئيس المعزول محمد مرسي إن "أردوغان رجل نشأ على الإسلام في أسرته، وكان من كوادر الأحزاب التي أسسها البروفيسور نجم الدين أربكان مثل حزب أحزاب الرفاة والفضيلة والسعادة، كما أن فكر أربكان وأحزابه يتطابق مع فكر الإخوان المسلمين بل ويعتبر أتباعه أنفسهم هم الإخوان المسلمين الأتراك". وتابع عبد العزيز في تصريحات خاصة ل «محيط»: "أما النظام الذي مارس من خلاله أردوغان نشاطه، فقد كان ولا يزال نظاما علمانيا معاديا للإسلام إلى حد الكفر، حيث قامت السلطة المتغلبة التي أطاحت بالخلافة ب"دسترة" وتقنين هذا العداء، فجاء الدستور معاديا للإسلام، وتم سن القوانين التي جرّمت وحاربت أي مظهر من مظاهر الإسلام؛ وعليه فقد اعتبر أردوغان نفسه وهذه قراءتي في المرحلة "المكية" من مشروعه الكبير". واستطرد: "كل ما في الأمر أن هناك نظام اجتماعي راسخ له رجاله وأركانه لا يمكن خلخلته أو تغييره إلا بالعمل الشاق المتواصل في إطار السنن الإلهية التي تعامل معها الرسول صلى الله عليه وسلم بمنتهى الاحترام، فأخذ بكل سبب متاح، واستشار كل ذي رأي ونزل على رأي الجماعة وهو المؤيد من السماء". وأكد عبد العزيز قائلا: " أردوغان ليس علمانيا، ولكنه ورث نظاما علمانيا ولو لم يتعامل مع هذا النظام بأدواته وآلياته لما كان أردوغان الذي ترونه اليوم يحاول بث روح الإسلام من جديد في تركيا من خلال اهتمامه الواضح بالمناسبات الدينية التي يستغلها في شرح الإسلام للشعب التركي مثل الهجرة النبوية وغيرها، وكذلك المناسبات التاريخية مثل فتح القسطنطينية التي شرح فيها الواقعة بالتفصيل وعرّف الأتراك بمحمد الفاتح تعريفا دقيقا جعل الأتراك يفخرون بأجدادهم الذين خدموا هذا الدين". وتابع: "وعلى صعيد التشريع، فقد رفع أردوغان وحزبه الحظر عن ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة من خلال البرلمان، أما على صعيد تسفيه وتجريم العلمانيين، فقد أعاد الاعتبار إلى "عدنان مندريس" الرئيس الذي أعدمه العلمانيون بعد انقلاب عسكري بتهمة إعادة الإسلام إلى الحياة العامة، وكذلك تم الحكم على الجنرال كنعان إيفرين الذي قام بانقلاب عسكري في وقت سابق بالسجن مدى الحياة". واستطرد: "أردوغان يتدرج في إعادة تركيا إلى دينها، وسيأتي اليوم الذي يتم فيه إزالة كل أصنام أتاتورك وصوره من الوجود كما فعل السوفييت مع لينين وماركس من قبل". قلق غربي ومن جانبه قال شهيد بوليسين محلل سياسي أمريكي يعيش في تركيا في تصريحات خاصة ل «محيط»: "لا أعتقد أن "الدولة الإسلامية" في أولويات أوردوغان، بل هو معني أولا بإزالة القواعد المعادية للإسلام ومحاولة إحياء الهوية الإسلامية ثقافيا في تركيا". وتابع بوليسين: "أردوغان يريد تحويل تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، وهو نفس ما فعله شارل ديغول في فرنسا؛ وهذا سوف يعطيه المزيد من القوة الفردية، وقيود أقل، إلا أنه يواجه انتقادات كثيرة من معارضيه بسبب أسلوبه وسياساته النيوليبرالية". واستطرد:"وستتمكن حركة "كولن" من تقويض دعمه والتنافس معه على أساس الإسلام، ويرى أردوغان أن زعيم هذه الحركة يتم التحكم فيه من قبل أمريكا، ويعتقد أنها جزء من مؤامرة أمريكية لتدمير نفوذ تركيا السياسي، كما يدرك أردوغان جيدا أن الغرب في حالة قلق إزاء تصاعد نفوذ تركيا وإمكاناتها لتكون مركز الثقل للعالم الإسلامي، لكن هذه تعتبر مسألة صعبة؛ فهو محط إعجاب المسلمين خارج تركيا، في حين أنه انتقد لهذه الأسباب داخل تركيا". سقوط محتمل وعلى نفس السياق قال الدكتور جاد طه أستاذ التاريخ الحديث وعميد كلية الآداب الأسبق بجامعة عين شمس: "كانت الدولة العثمانية دولة إسلامية ولكن بعد انقلاب كمال أتاتورك في عشرينات القرن العشرين تحولت إلى دولة علمانية، حتى أن اللغة التركية نفسها تحولت مفرداتها من الحروف العربية إلى اللاتينية وصارت في الدولة كل مظاهر العلمانية بمعنى أن الدولة لا تتدخل في الدين وغير مسئولة عن أماكن العبادة ولا تدريس العلوم الدينية في المدارس، ويبدو أن كمال أتاتورك كان يحاول أن يتقرب من دول القارة الأوروبية المسيحية، ولكن بقيت بعض الأسس في الاتجاهات الدينية في المجتمع التركي بعيدا عن رقابة الدولة". وأوضح طه في تصريحات خاصة ل«محيط»: "أن الجيش التركي علماني وهو بحكم الدستور مسئول عن تطبيق العلمانية في المجتمع التركي، والحفاظ على الاتجاه العلماني في الجمهورية التركية، ولكن الجديد أن أردوغان وكذلك السياسة الأمريكية تحاول أن تعاود الاتجاهات الدينية في الجمهورية التركية، أردوغان يمثل هذا الاتجاه، فالدول الأوروبية وأمريكا لها مخططات تحاول تنفيذها فهي لا تريد أردوغان الإسلامي حبا في الإسلام وإنما لحسابات أخرى وكما يقولون السياسة فن السفالة الأنيق". وتابع طه قائلا: "أتوقع أن أردوغان لن يكمل مدته القانونية طبقا للدستور التركي وهي ال 5 سنوات، لأنه سيحاول أن يطبق الأجندة الإسلامية الصعبة على المجتمع التركي المتفتح ، وبالتالي فمن المتوقع أن يثور المجتمع التركي على النظام القائم ويحقق قفزة باعتباره أنه عاش سنوات طويلة في العلمانية". اقرأ فى الملف " تركيا أردوجان .. عدالة وتنمية وعثمانيون جدد" * نجاح «أردوغان».. خلاف جديد بين الإسلاميين والليبراليين في مصر * السيطرة على المجلس العسكري.. أهم تحديات «أردوغان» في الدستور الجديد * مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية بعد فوز أردوغان بالرئاسة * «أردوغان».. هل يرضى رجل تركيا القوي بمنصب الرئاسة الشرفي؟ * «أردوغان» في الإعلام العربي بين الحقيقة والتشويه ** بداية الملف