صدر مؤخرا عن دار الآداب الللبنانية رواية بعنوان "ألماس ونساء" للكاتبة السورية لينا هويان الحسن، وفيها تقدّم منظورا مختلفا لمعاناة شعوب المنطقة للحصول على الحرية بمفهومها العام والخاص،و تقدم لنا لينا معلومات ثرية تضيء النسيج الاجتماعي الدمشقي المكون من ثلاث ديانات متجاورة هي الإسلام والمسيحية واليهودية. تأتي الرواية على قصة روميّة خانم المسلمة التي تهرب مع حبيبها اليهودي يوسف زيلخا وتتزوجه في ساو باولو وهناك تنخرط في حياة الجالية السورية التي نقلت معها تقاليد الوطن بكل حساسياته الدينية والعرقية فتتجلى مناكفاتهم في أبسط التفاصيل مثل تلك الأكلة الشعبية الدمشقية التي يطلق عليه الشوام المسلمون اسم "يهودي مسافر" بينما يهود الشام يطبخونها ويسمونها "مسلم هربان". و تعرض الرواية التاريخ فى كبسولة حين تتحدث عن ألماظ المسيحية ابنة تاجر السجاد الدمشقي وحفيدة بابور الهندوسية التي تقدم ألماسة زرقاء كانت عينا للإله فيشنو كهدية لحفيدتها يوم زواجها من الكونت اللبناني كرم الخوري المقيم في باريس. وتقتبس هويان الحسن عن الكاتب الأميركي الساخر مارك توين مقولته في كتاب "الأبرياء خارج البلاد" : «السنوات بالنسبة لدمشق ليست سوى لحظات. دمشق لا تقيس الوقت بالأيام والشهور والسنين وإنما بالإمبراطوريات التي شهدت قيامها وازدهارها ومن ثم انحطاطها وفناءها."