أعلنت لجنة الوساطة اليمنية المكلفة بوقف إطلاق النار بين قبليين موالين لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) و مسلحي الحوثي (أنصار الله) في منطقة الغيل بالجوف بشمال صنعاء انسحابها اليوم الخميس . يأتي ذلك عقب مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً مساء أمس الأربعاء اثر تصاعد الاشتباكات المسلحة بين الطرفين. وقال محمد درعان أحد أعضاء لجنة الوساطة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الطرفين اخترقا الهدنة المتفق عليها منذ أول أمس الثلاثاء والتي أقرت وقف إطلاق النار والانسحاب من المواقع التي تم السيطرة عليها، إضافة إلى منع أعضاء اللجنة من قبل الأطراف المتنازعة من الدخول إلى مناطق الصراع حيث أطلق الرصاص عليهم. وأوضح درعان أنهم قد يعودون مجدداً لاستئناف الهدنة المتفق عليها في حال خضعت تلك الأطراف للشروط الموضوعة مسبقاً. وسيطر الحوثيون مساء أمس على منطقة الغيل بالكامل، بعد انسحاب القبائل الموالية للإصلاح منها. وقال مبارك العبادي رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في الجوف ل (د.ب.أ) إنهم أعلنوا انسحابهم مساء أمس من منطقة الغيل ، تجنباً لزيادة الأضرار التي لحقت بالمباني في تلك المنطقة. وأشار إلى أنهم انسحبوا إلى الخطوط الأمامية لمنطقة الغيل ، إضافة إلى انتشارهم بالقرب من مبنى الحسن علي أبكر القيادي الإصلاحي والقبلي تحسباً لهجوم الحوثيين عليه. وأوضح أن الحوثيين توقعوا انسحابهم بشكل كلي من تلك المنطقة، حيث قاموا بالهجوم على مبنى علي أبكر إلا أن القبائل قاموا بصدهم من خلال الكمائن التي وضعت لهم بالطريق ما أدى إلى مقتل العشرات منهم. وتكبدت منطقة الغيل العديد من الخسائر في البنية التحتية والمباني نتيجة الاشتباكات التي شهدتها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأوضح العبادي أن مجموعات كبيرة من قبائل مأرب شمال شرق صنعاء وصلت اليوم إلى الجوف، إضافة إلى مجموعات قبلية أخرى قادمة من البيضاء جنوب شرق البلاد لتصدي لاي هجوم من الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على الجوفومأرب. يأتي ذلك في الوقت الذي يتوافد فيه الحوثيون من محافظة صعدة شمال غرب صنعاء و الواقعة تحت سيطرتهم بشكل كلي، بحسب الصحفي فيصل الأسود. وقال الأسود ل (د.ب.أ) إن الحوثيين سيطروا على خطوط الإمداد بين صعده والجوف و ينقلون من خلالها المسلحين والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. ويتخوف الكثير من تكرار نفس الأحداث التي دارت في عمران منذ ما يقارب الشهرين، حيث سيطر الحوثيون على عمران مخلفين العديد من القتلى والجرحى نتيجة الحرب التي دارت بينهم وأطراف من اللواء 310 مدرع والمحسوبة على الإصلاح. وقال همدان الحسام وهو مصدر محلي إن الجوف تخوض نفس المواجهات التي شهدتها عمران، مؤكداً نزوح المئات من مناطق الصراع في الغيل، والمصلوب إلى مناطق أخرى داخل الجوف. وناشد المنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين الذين يعيشون حالة صعبة في الوقت الراهن ، مشيراً إلى أن العديد من المنازل قد تم تدميرها نتيجة تلك المواجهات التي ستزداد شرارتها في الفترة القادمة.