توقع كاتب وباحث فلسطيني، أن تشهد الأيام القليلة القادمة تحركا تركيا فاعلا، على صعيد التوصل لقرار يُنهي معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، عقب فوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، معتبرا أن هذا الفوز يعني أن غزة "ستكون بخير". وقال أحمد يوسف الخبير في الشؤون الفلسطينية، والذي يشغل منصب رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات بغزة (خاص)، إن جهود تركيا في ظل رئيسها الجديد ستتواصل في دعم الفلسطينيين إلى أن يتم التوصل إلى مشروع قرار يُنهي معاناة أهالي قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أزيد من شهر. وأضاف يوسف في مقالةٍ نشرها اليوم، وتلقت وكالة الأناضول نسخةً عنها، إن فوز أردوغان يعني الكثير للقضية الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة الذي يشهد لليوم ال"35" عدوانا إسرائيليا شرسا خلّف آلاف القتلى والجرحى. وأضاف يوسف، الذي شغل منصب المستشار السياسي لرئيس وزراء حكومة غزة السابقة إسماعيل هنية، أن موقف تركيا أردوغان تجاه ما يجري من عدوان على قطاع غزة يتلخص في العبارة التي قالها أدروغان في خطاب له: "يتواصل عملنا سوياً على مشروع قرار، ونتمنى أن نصل إلى نقطة جيدة في الأيام المقبلة، فالمهم بالنسبة لنا هو وقف إطلاق النار، وتحقيق أهداف استمرار المساعدات الإنسانية". وأكد يوسف على أن " جهود تركيا أردوغان ما تزال تتحرك في أكثر من اتجاه، وستشهد الأيام القادمة أن أردوغان هو زعيم للأمة بجدارة، وأنه يمكن الاعتماد عليه، والتعويل على مساندته السياسية للنهوض بشعبنا وقضيته العادلة على المستويين الإقليمي والدولي". وقال، الذي أصدر العديد من الكتب السياسية والمذكرات عبر تنقله من بلد إلى آخر، ومن بينها تركيا أن صفحات التاريخ هي مخطوطة من الأحداث والوقائع والسير، وأن رجب طيب أردوغان؛ رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الوزراء السابق، سيجد له مكانة بين الزعماء والقادة الأفذاذ، حيث خط بكلماته وبتحركاته السياسية، ومواقفه الإنسانية في نُصرة المستضعفين والدفاع عن قضاياهم، وتقديم العون لهم، نهجاً يستحق عليه شرف الصدارة في أخلاقيات الممارسة السياسية، وعالمية التحرك والرؤية لإشادة العدل والحرية، وتحقيق الكرامة الإنسانية. ولفت إلى أن وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا)، التابعة لرئاسة الوزراء وللسيد أردوغان نفسه، هي واحدة من بين أهم مؤسسات العمل الخيري التي تصدرت تقديم وجبات الطعام إلى ألاف المنكوبين، الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا وغيرها من الأماكن، وكذلك في توفير الأغطية لعشرات الآلاف من المحتاجين والنازحين منهم، وذلك عبر مقرها الرئيس في غزة ومندوبي (تيكا) في المدن الرئيسية الأخرى في القطاع. ويكنّ الفلسطينيون احتراما كبيرا لتركيا لمواقفها الداعمة لهم، بدءا من رفضها لحرب غزة (2008-2009)، ومرورا بتوبيخ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في مؤتمر دافوس نهاية شهر يناير/ كانون ثاني 2009، واتهامه بقتل الأطفال. وزاد حادث مقتل 10 متضامين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، على يد الجيش الإسرائيلي قبالة شاطئ غزة، خلال محاولتهم كسر حصار غزة، نهاية شهر مايو/أيار 2010، من شعبية تركيا لدى الفلسطينيين. ولاقت الخطوات التركية تجاه إسرائيل في أعقاب حادث سفينة مرمرة، إعجاب الفلسطينيين، وخاصة عقب طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، وتجميد العلاقات العسكرية مع إسرائيل، بداية سبتبمر / أيلول2011. وكان لتركيا دورا كبيرا في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة المعروف باسم (حرب عمود السحاب في نوفمبر/تشرين ثاني 2012)، حيث زار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو غزة، تحت وقع الغارات الإسرائيلية، والتقطت صور له وهو يجهش بالبكاء، حزنا على أب فقد ابنته خلال غارة إسرائيلية. كما دعمت تركيا بشدة، مطلب السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، في نيل صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة، نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2012 وفي الحرب الإسرائيلية والمستمرة لليوم 36 على قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1900 فلسطيني، وإصابة نحو 10 آلاف، انتقد أردوغان وبشدة إسرائيل، متهما إياه بش حرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال في كلمة له أمس في خطاب الفوز إنّ اليوم هو يوم ميلاد تركيا الجديدة"، متوجهًا بالشكر إلى أهل غزة وأعلن عن أن نقل جرحى الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة سيبدأ اعتبارًا من اليوم إلى تركيا من أجل تلقي العلاج. وبدأت تركيا، في وقت متأخر من مساء الأحد، بإجراءات نقل جرحى قطاع غزة للعلاج في تركيا، حيث توجهت طائرة إسعاف تابعة لوزارة الصحة التركية إلى إلى مطار "بن غوريون" في تل أبيب ليلة أمس، لنقل أول دفعة منهم.