وصف عراقيون ظهور زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ابو بكر البغدادي في خطبة صلاة الجمعة في الجامع الكبير في مدينة الموصل التي تخضع لسيطرة داعش منذ نحو شهر بأنه "استهانة بالإسلام الحقيقي". وقال عراقيون لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) إن الحكومة العراقية كان عليها أن تقطع دابر داعش وتحرر أهلها حتى لا يكون للبغدادي وغيره صوت يعلو ويهدد الأمن الاستقرار في البلاد. وقال الشيح عبد الله النعيمي 46عاما رجل دين سني :" استمعت كثيرا لخطبة البغدادي وتفحصت كل كلمة قالها واعتقد انه رجل عادي ولا يستحق كل هذا الاهتمام وان إطلاق صفة أمير المؤمنين أو خليفة المسلمين إجراء تتبعه كل القوى التي تسيطر وتحتل أرضا وتحاول إن تفرض إرادتها على أهلها لكن لا يعني أن الناس هناك مؤمنين به". وأضاف أن "أهالي الموصل لا يؤمنون بهذه الخلافة والدليل ان المصلين كانوا ليس بمستوى حضور خليفة او رئيس لصلاة فضلا عن ان انتشار المسلحين وهم يحملون السلاح بين المصلين الذين غالبيتهم من صغار الشباب يعكس استهانة هذا التنظيم بقدسية الجامع". وقالت سمية عبد المهدي 37عاما معلمة " يبدو ان العراق سقط في بحر التخلف والدجل لا من سيطرة داعش وظهور البغدادي العلني وهو يرتدي عمامة سوداء وبيده ساعة من صنع دولة أجنبية فقط بل من أطراف أخرى وجدت في الدين ملاذا لتفريق العراقيين وأعادتهم الى عصور ما قبل الإسلام لا تبدو الأجواء مهيأة في العراق لإنقاذه مما يعاني بل أن العراق يسير باتجاه التخلف ومن حق الدول المجاورة ان تحافظ على نفسها من بلد تخلف مثل العراق". وأضافت "سواء كان الشخص الذي ظهر خطيبا في الموصل أو لم يكن فأننا نرفض كل أشكال التخلف ، نحن نعيش في عالم متجدد يؤمن بالتعددية والديمقراطية والتعايش الديني والمذهبي وهي المعالم الحقيقية للدين الإسلامي وان دولة الخلافة انتهت بسقوط الدولة العثمانية ولا مكان لها في العراق". وذكر ابو هاجر الموسوي 52عاما موظف حكومي " نخشى ان تتكرر هذه الخطبة لتبدأ بضخ السموم لتفريق الصف العراقي خاصة ان هناك وسائل إعلام مهيأة للترويج لأفكار رخيصة تمجد عمليات داعش الإجرامية ". وأوضح أن "العراقيين اليوم أمام تحد كبير وعلى الجميع العمل على عزل رئيس الحكومة نوري المالكي وقادة الجيش والسياسيين المتورطين وإحالتهم إلى القضاء لأنهم سلموا العراق إلى تيارات متخلفة ستقود البلاد إلى التقسيم ".