كشف مصدر لبناني مطلع على أوضاع القتال بسوريا أن وتيرة مشاركة حزب الله في القتال بسوريا قد تراجعت بشكل كبير بعد معارك جبال القلمون المحاذية للحدود اللبنانية ، والتي كانت مصدرا للسيارات المفخخة والإرهابيين الذين يستهدفون المناطق الشيعية في لبنان. وقال المصدر لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "إن مازال هناك آلاف من مسلحي المعارضة السورية في جرود بلدة عرسال اللبنانية "المناطق الجرداء النائية التابعة للبلدة"، وكذلك بلدة طفيل اللبنانية التي لايوجد لها أي طريق مباشر للبنان، ولكن الحزب لايسعى للقضاء عليهم ، خاصة أن بعض المقاتلين في طفيل من أبناء البلدة". وكشف المصدر عن أن إتفاق حزب الله مع دمشق خلال معارك القلمون التي دارت خلال الأشهر الماضية أن يتحمل الجيش السوري العبء الأكبر من القتال ، بينما يتحمل مقاتلو الحزب جزء أصغر، ولكن ما حدث أن الحزب تحمل العبء الأكبر من القتال ، واعتمد على الجيش السوري بالأساس في عملية الإسناد النيراني من قبل الدبابات"، مشيرا إلى أن مشاركة الحزب في القتال تراجعت وكأن لسان حاله يقول أنه أدى دوره الأساسي بحماية حدود بلده. ونفى ماتردد عن وجود خلافات بين مقاتلي حزب الله ، والجيش السوري النظامي ، مؤكدا في الوقت ذاته أن طبائع البشر والأمور، لاتخلو من وجود غيرة أو حساسية، لافتا إلى وجود اختلاف اجتماعي طبيعي بين البيئة الأصولية المحافظة لحزب الله ، وبين البيئة العلمانية لضباط الجيش السوري خاصة أبناء الطائفة العلوية، موضحا أنه على عكس المتوقع فإن مقاتلي الحزب باتوا أكثر توافقا مع الضباط السنة نظرا لتقارب الطبيعة الدينية والثقافية. وحول تقييم مقاتلي المعارضة السورية، نقل المصدر عن مقاتلي حزب الله إشادتهم بالشجاعة الفردية لمقاتلي الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل جبهة النصرة وغيرها، ولكنهم لفتوا إلى أنهم يتسمون بالعشوائية وعدم التنظيم والانضباط وافتقاد التخطيط والرؤية والعمل الجماعي ولذلك كانت خسائر حزب الله قليلة في المعارك الأخيرة، حسب قوله. أما مقاتلي الجيش السوري الحر، فقد قال إنهم يعانون مثل الجيش السوري النظامي من انتشار الفساد والترهل ودورهم يتراجع في القتال. على صعيد آخر، قال مصدر سوري يتنقل بين حلب ولبنان: "إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" يفرض قيودا هائلة على الحريات الشخصية وعقوبات عنيفة على أي تجاوز بسيط لهذه القيود في مناطق بريف حلب". وأوضح المصدر أن داعش نادرا ماتحارب الجيش النظامي السوري بقدر ماتحارب قوات المعارضة الأخرى مثل جبهة النصرة التي تتواجد في مدينة حلب نفسها ، لافتا إلى النصرة التي تشكل امتداد لتنظيم القاعدة في سوريا لاتفرض قيودا مماثلة على الحريات الشخصية. وذكر أن أغلب أعضاء داعش من غير السوريين منهم عراقيون وخليجيون وقوقازيون ، مشيرا إلى أن الأعضاء السوريين في التنظيم يلعبون دور المرشد للتنظيم لكشف خبايا حياة أبناء وطنهم التي تحولت إلى جحيم في ظل حكم هذا التنظيم.