قال العميد محمد القاعدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اليمنية، مدير العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بها، "إن القوات المسلحة وقوات الأمن حققتا انتصارات كبيرة ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظتي شبوة وأبين جنوبي البلاد". وأضاف في حوار مع وكالة الأناضول، أن "عناصر تنظيم القاعدة هم من أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع، فالدولة ليست من مصلحتها أن تقتل أحد؛ لكن هذه العصابات الإرهابية التي قتلت العشرات من منتسبي الجيش والأمن، هي التي فتحت النار على نفسها". وبدأت الأسبوع الماضي وحدات عسكرية من الجيش اليمني بالتعاون مع وحدات أمنية وعناصر من اللجان الشعبية، تنفيذ عملية واسعة تحت شعار "معاً من أجل يمن خال من الإرهاب" ضد عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين (جنوب)، أدت إلى اشتباكات طاحنة بين الطرفين خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهما. وفيما يتعلق بحصيلة ضحايا الجيش والأمن خلال مواجهاتهم مع القاعدة، قال القاعدي" إنه لا توجد لديه حتى الآن إحصائية حول ذلك". وحول نسبة مشاركة القوات الأمنية في المعارك الدائرة مع القاعدة، أوضح القاعدي "أن أكثر المشاركين في القتال هم من منتسبي وزارة الدفاع". وفيما يتصل بوضع المختطفين الأجانب في اليمن، أفاد المتحدث باسم الداخلية أن الوزارة "تقوم بإجراءات وجهود مستمرة، من أجل الإفراج عنهم"، دون أن يفصح عن معلومات إضافية. ولفت إلى أن الدولة لا يمكن أن تدخل في وساطة مع الخاطفين، بل تقوم بالبحث عنهم من أجل تقديمهم للعدالة. واختطف مسلحون قبليون، في فبراير/شباط الماضي، المواطن الألماني "روديجر فريدريتش" ، واقتادوه إلى منطقة مجهولة بمديرية "الوادي" في محافظة مأرب شرقي اليمن، مطالبين السلطات اليمنية بإطلاق سراح أقارب لهم كانت تعتقلهم السلطات في سجن بمحافظة مأرب قبل أن تنقلهم لاحقًا إلى سجن في العاصمة صنعاء. وفي الشهر ذاته، أقدم مسلحون مجهولون على اختطاف مواطن بريطاني، يدعى "روبرت دوبلاس استورت" (65 عاماً) والذي يعمل في شركة نفطية باليمن في حي حدة بالعاصمة صنعاء، قبل أن ينقلوه إلى جهة مجهولة. وسبق أن اختطف مجهولون صحفيا أمريكيا يدعى "لوك سومر" من أحد شوارع صنعاء، منتصف سبتمبر/ أيلول 2013، ولا يزال مكان وجهة الاختطاف غير معلومين حتى الآن. وكان الدبلوماسي الإيراني "نور أحمد نيكبخت" اختطف في يونيو/ حزيران الماضي في صنعاء، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة حتى اليوم. وفيما يتعلق بالأعمال التخريبية المتكررة التي تستهدف أنابيب النفط وخطوط الكهرباء في البلاد، أشار القاعدي إلى أن قوات الأمن "تمكنت من ضبط عدد من الأشخاص الذين يقومون بتفجير أنابيب النفط وخطوط الكهرباء، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم". وشدد على أن "مطالب المخربين تقوم على ابتزاز الدولة أو المواطنين، مع المطالبة بالإفراج عن قتلة ومجرمين"، مشيرا إلى أن الدولة "لا تلتفت لهذه المطالب، لأن العدالة ستطالهم عاجلا أم آجلا". وتتعرض أنابيب النفط وخطوط الكهرباء في عدة محافظات يمنية خاصة محافظة مأرب (شرق) لأعمال تخريب، وتفجيرات من قبل مسلحين يطالبون السلطات بمطالب مختلفة كبدت البلاد خسائر اقتصادية هائلة. وحول تقييمه للوضع الأمني الحالي في البلاد، قال القاعدي إن "هناك تحسنا في الجانب الأمني هذا العام مقارنة بالعام الماضي، رغم وجود خلايا إرهابية مازالت تنشط في بعض مناطق البلاد". وأضاف: "لا نستطيع أن نقول أن الجريمة انخفضت بشكل كبير في اليمن، لكن هناك انخفاض في ذلك عن العام الماضي". ويعاني اليمن من أعمال العنف في ظل انفلات أمني غير مسبوق في بلد توجد به، وفقا لإحصاءات رسمية، الملايين من قطع السلاح في أيدي اليمنيين، البالغ عددهم نحو 25.4 مليون نسمة. ويعد التحدي الأمني هو أحد أبرز التحديات الذي يواجه اليمن، حيث شهد أعمال عنف وتفجيرات، وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش والأمن وسياسيين ورجال قبائل، إضافة إلى مواطنين ونشطاء تم استهدافهم من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين.