أعرب الدكتور كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى أوروبا وعضو مجلس حقوق الانسان المصرى عن اعتقاده بأن مصر تتجه نحو الاستقرار والانتاج والأمل فى صناعة مستقبل عريض أكثر من أى وقت مضى. وقال الهلباوى - فى حوار أجرته معه صحيفة "الشروق" الجزائرية ونشرته فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء - "، إن المشير عبدالفتاح السيسى رجل صاحب مواقف وطنية واضحة وترشحه جاء لإرادة شعبية متوقعا ان يكون هو الرئيس القادم " ، كما توقع ألا يشارك الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية حتى لا يكون ذلك اعترافا منهم بخارطة الطريق مشيرا إلى أن هذا السلوك يزيد فى المسافة بينهم وبين الشعب ، وأضاف " إن التصالح الوطنى أصبح موجودا بالفعل بين كافة طوائف الشعب والمشكلة الوحيدة تنحصر فيما يسمى بتحالف دعم الشرعية وعلاج هذه المشكلة بالقانون وليس بالمصالحة الوطنية". ونفى صحة ما تردد عن تكليف مؤسسة الرئاسة له للقيام بدور وساطة مع الإخوان ، وقال " إن هذا لم يحدث، وما نشر من أخبار هو مجرد تكهنات بدون دليل" ، وبخصوص لقائه مع الرئيس المستشار عدلى منصور ، قال " كان أحد اللقاءات التى تعقدها الرئاسة مع كل الطوائف من أجل رؤية أفضل لمستقبل مصر". وأكد القيادى الأخوانى السابق ، ان المخرج من حالة العنف التى يشهدها المجتمع المصرى هو تطبيق القانون على مرتكبى هذا العنف والمحرضين عليه .. مشيرا إلى أن الإخوان ارتكبوا خطأ تاريخيا بتحالفهم الكارثى مع الجماعة الاسلامية وجماعات جهادية أخرى كما انهم فى التحالف الذى يرتكب أعمال العنف .. بالاضافة إلى أخطاء أخرى ارتكبت على منصة رابعة العدوية، مثل قول عاصم عبد الماجد "قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار" وصفوت حجازى عندما قال " اللى هيرش مرسى بالميه هنرشه بالدم"، وأيضاً كلمة طارق الزمر الشهيرة "سنسحقهم"، والشعب لا يحتمل هذه الخطابات وذلك ما يعطى مبررا لأى قرارات تؤخذ ضدهم ، وذلك فى إشارة إلى تصنيف الجماعة منظمة ارهابية. وقال الهلباوى" إن جماعة الإخوان المسلمين لم يعد لها مكان فى السياسة ولا فى الدعوة كجماعة حلت واتهمت بالإرهاب ، المشكلة أن الإخوان صنعوا فجوة بينهم وبين قطاع عريض من الشعب المصرى، ومعتقدين أن مرسى سيعود ، بيصدقوا الأحلام والأوهام التى رويت على منصة رابعة بعودة مرسى". وأضاف " هناك عدة أسباب وراء انشقاقه عن الجماعة من أهمها أن الإخوان وقت الثورة تركوا الثوار فى الميدان وذهبوا للتفاهم مع النظام ، واجتماعهم مع عمر سليمان مرتين أيام الثورة ، والتركيز على السلطة والسياسة أكثر من الدعوة ، وأيضاً إعلانهم عدم طرح مرشح لرئاسة الجمهورية ثم رشحوا الشاطر ثم مرسى، وموقفهم من عبد المنعم أبو الفتوح، كل هذه الأمور جعلتنى أبتعد عن الإخوان وأعتذر للشعب". وحول فض اعتصامى رابعة والنهضة ، قال الهلباوى إنه أجرى محاولات مع قيادات الإخوان فى أكثر من 15 لقاء، وكان آخر لقاء ليلة فض رابعة فى نادى المقاولين العرب بحضور المستشار الخضيرى، ولكن الإخوان لم يستمعوا للنصح وغرتهم الاستعدادات والتحصينات، وظنوا أنهم يستطيعون مواجهة الجيش، ولم يتركوا للجيش إلا خيار المواجهة المباشرة.