في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من مارس عام 1996 عين العالم الجليل الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخا للأزهر، حيث يعتبر طنطاوي شخصية مبجلة في العالم الاسلامي، كما تميز بكونه عالم دين معتدل وكانت فتاويه لها تأثيرا كبيرا علي العالم الاسلامي بالإضافة الي انه كان مناصرا لقضايا المرأة مما جعله محل هجوم كبير من قبل الاسلاميين المتشددين. ولد فضيلة الشيخ في 28 أكتوبر 1928 بقرية سليم الشرقية التابعة لمركز طما في محافظة سوهاج، وتعلم وحفظ القرآن في مدينة الإسكندرية، حصل علي الدكتوراه وعمل مدرس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وعين مفتًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، كما تولي العديد من المناصب في المؤسسة السنية الأولي في العالم وله تفسير لكثير من سور القرآن الكريم. وفي 20 فبراير 1989 عندما كان الشيخ مفتي الديار المصرية أصدر فتوى يحرم فيها فوائد البنوك والقروض باعتبارها ربا يحرمه الإسلام، ولكن هناك من اعتبر بعض مواقفه السياسة ليست موفقة، وأنها طغت أكثر على الجانب العملي والعلمي في حياته. وفي عام 2009 أثار إجباره لطالبة أزهرية على خلع النقاب زوبعة عند البعض وحالة من السخط العارم بين السلفيين، مما جعل الشيخ يؤكد أن "النقاب حرية شخصية" ولكنه ليس سوى مجرد "عادة"، كما رفض ارتداء النقاب داخل المعاهد والكليات الأزهرية. وقد ادت تلك الواقعة الي مطالبة النائب الإخواني "حمدي حسن" في مجلس الشعب بعزل شيخ الأزهر لمنعه المعلمات المنقبات والطالبات من دخول المعاهد الأزهرية، إلا أن مجمع البحوث الإسلامية ساند شيخ الأزهر في موقفه وأيده رسميا في قرار حظر النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر. توفي الشيخ طنطاوي عن عمر يناهز 81 عاما اثر تعرضه لنوبة قلبية في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010. دفن الشيخ طنطاوي في البقيع بعد ان صلي عليه في المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة ودفن في البقيع، وقد نعتته دول العالم الاسلامي كافة.