يلجأ الكثير من الأشخاص عند الإصابة بالأنفلونزا إلى المضادات الحيوية والأسبرين كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، لكن الأمر الذي يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن المضادات تدمر جهاز المناعة. هذه الحقائق وغيرها من الأسرار كانت موضوع الندوة التي ألقاها دكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بقصر "ثقافة منشية ناصر"، مشيراً إلى أن المضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على فيروسات البرد فهى ضد البكتيريا وليس لها أي فائده ضد الفيروسات، بل تقلل من مناعة المصابين بالبرد. كما حذر بدران من خطورة "مجموعة الأنفلونزا" والتي تتضمن ( الأسبرين، مضاد حيوي، مضاد للحساسية)، حيث أنها تؤثر على المصابين بالحساسية، وتقلل المناعة، وتسبب النوم، بالإضافة إلى أنها لا تعالج نزلات البرد، وذلك لأن الأسبرين يستخدم على نطاق واسع كمسكن للألام ومخفض للحراره ولعلاج الصداع وللوقايه من الجلطات وليس لعلاج الفيروسات. "تحور "فيروس الأنفلونزا".. أكذوبة أكد بدران أنه لم تحدث أية طفرة جينية في فيروس "اتش1 إن 1" المسبب للانفلونزا الموسمية، وأن التطعيم الحالي من نفس الفيروس الذي يستجيب للعلاج، وتصل نسبة الشفاء فيه إلى معدلات مرتفعة. وأوضح بدران أن أبحاث المناعة الحديثة تهدف إلى تحويل مستقبلات فيروس الانفلونزا إلى مستقبلات عالية الذكاء ترفض الالتصاق بالفيروس، كما أن هناك تجارب ناجحة تعمل على استنباط عقاقير ومواد مستخرجة من بعض أنواع البكتيريا التي تعمل كمضادات للفيروسات وتعطل عملية استقبال والتصاق الفيروسات عند هذه المستقبلات في خلايا الجسم. الرياضة دواء مجاني أوضح بدران أن هناك حقيقة مؤكدة وهى أن الإنفلونزا تستأسد عند الأشخاص المصابين بنقص المناعة،مشيراً إلى أن قلة الحركة عامل مشترك أعظم في الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات وهم المسنون والحوامل والأطفال وهم أقل الفئات في ممارسة الحركة خاصةً المشي. وأوضح بدران أن الجهاز المناعي يحتاج إلى أنماط حياتية صحية، كالتغذية الجيدة، والنوم الليلي الجيد ومحاربة التوتر، والنمط الحركي المنتظم،وذلك لأن الجهاز المناعي هو جهاز دفاعي يحمي الجسم من الكثير من الأخطار الداخلية والخارجية. وأشار بدران إلى أن العضلات أيضاً لها دور هام في الدفاع عن الجسم و لها دور في مناعة الجسم، حيث توفر العضلات الطاقة لجميع أجهزة الجسم شاملة الجهاز لمناعي، حيث تفرز العضلات مجموعة من الوسائط الكيمائية العضلية ضرورية للصحة والمناعة وتفيد في التواصل بين الخلايا وتنسيق وتنظيم وظائف الكثير من أجهزة الجسم. السمنة تزيد الانفلونزا أوضح بدران أن السمنة المفرطة تزيد من مضاعفات مرض الانفلونزا، وذلك لأن الاستجابة المناعية لتطعيماتها تعد أقل في البدناء، مشيراً إلى أن 46% من المحتجزين في المستشفيات الأمريكية بسبب إنفلونزا "اتش 1 إن 1"هذا الموسم يعانون من السمنة. وأشار بدران إلى أن الإستجابة المناعية لتطعيمات الإنفلونزا أقل في الأشخاص المصابين بالسمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. نصائح طبية عند الإصابة بالإنفلونزا وارتفاع درجة حرارة الجسم، ينصح بدران باستخدام كمادات الماء العادي من الصنبور وليست المثلجة، وذلك لأن الثلج يجعل الجلد بارداً بصورة خادعة ويزيد من درجة حرارة المريض، ولا ننسى أن الثلج أكبرعازل حراري والدليل في الإسكيمو الذين يبنون بيوتهم من الثلج يتمتعون بالدفء داخلها. كما نصح بدران بشرب الماء بوفرة، والتهوية الجيدة عن طريق فتح النوافذ وإستخدام المراوح أو درجات معتدلة من التكييف. ونصح بالتخفيف من الملابس حتى نسمح للحرارة بالخروج من الجسم عن طريق التعرق وتيارات الحمل التي تبخر العرق، حيث درجة حرارة الجسم أعلى من الجو. كما أوصى بغسل الأيدي وتغطية الأنف والفم بمنديل ورقي عند السعال أو العطس والتخلص منه بصورة صحية، وعند عدم توفر مناديل يجب الكحة أو العطس في الكوع أو الكتف لا في الأيدي العارية، بجانب عدم ملامسة العينين أو الفم أو الأنف إلا بعد غسل أو تعقيم اليد.