بسم الله الرحمن الرحيم "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" سورة طه ( 114 ). تفسير الآية: فارتفع الذي له العبادة من جميع خلقه الملك الذي قهر سلطانه كل ملك وجبار، الحق عما يصفه به المشركون من خلقه. "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه"، يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تعجل يا محمد بالقرآن، فتقرئه أصحابك، أو تقرأه عليهم، من قبل أن يوحى إليك بيان معانيه، فعوتب على إكتابه وإملائه ما كان الله ينزله عليه من كتابه من كان يكتبه ذلك من قبل أن يبين له معانيه، وقيل: لا تتله على أحد، ولا تمله عليه حتى نبينه لك. أجر المعلم: أجر المعلم كبير وفضله عظيم، ويكفيه فضلاً أن الله تعالى إنما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم معلماً. ففي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم من بعض حجر نسائه فدخل المسجد، فإذا هو بحلقتين؛ إحداهما: يقرءون القرآن ويَدْعُون الله تعالى، والأخرى: يتعلمون ويعلمون، فقال صلى الله عليه وسلم: كلٌّ على خير، هؤلاء يقرءون القرآن ويدعون الله تعالى، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون. وإنما بعثت معلماً، فجلس معهم. وفي فضل معلم الناس الخير وعظيم أجره جاء عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض ،حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ،ليصلون على معلمي الناس الخير. ويكفي مجالس العلم فضلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختارها وفضَّلها على مجالس قراءة القرآن والذكر والدعاء، ويكفي في فضل العلم أن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيده في شيء سوى العلم، فقال تعالى:وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً. . وقال سبحانه:يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ . ، وقال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. و الإسلام رفع شأن العلم وأهله بصفة عامة، حتى إن الحيوانات المتعلمة أفضل من غيرها، ولكن علوم الشريعة في المرتبة العليا، ولكن تفضيل المجلس العلمي الواحد على عبادة ستين سنة أو مدة معينة لم يرد به نص فيما نعلم. تفسير الطبري