أقامت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 حفل استقبال لعدد كبير من المهتمين الذين انضموا جميعهم إلى بعثة مشروع السفينة الفينيقية، التي يجري العمل على المراحل الأخيرة منها حالياً. ومن المقرر أن تفتتح السفينة التي يبلغ ارتفاعها حوالي خمسين قدماً، والتي تبنى حالياً على جزيرة أرواد السورية، خلال الأسابيع القليلة القادمة. لتبدأ رحلتها البحرية في شهر أغسطس المقبل حيث ستدور حول السواحل الإفريقية قاطعة آلاف الأميال خلال عدة أشهر من السفر في البحر. وتحظى هذه البعثة بدعم الأمانة العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، وكذلك بدعم الجمعية الجغرافية الملكية، إضافة إلى دعم واهتمام خبراء من المتحف البريطاني، وعدد كبير من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الآثار في شتى أنحاء العالم. ونقلت صحيفة "تشرين" السورية عن فيليب بيل قائد البعثة قوله إن هذا المشروع هو بحق إعادة إحياء للتاريخ. وسيشارك فيه أطفال من إفريقيا، أوروبا، والشرق الأوسط. وسيستطيع الناس في معظم أنحاء العالم متابعة تقدم هذه الرحلة، في الوقت الذي سنتعرف فيه على الكثير عن الفينيقيين وعن حسهم الاستكشافي المدهش. وإن كان لدينا معلم على متنها، فسنكون متأكدين أن المواد التي نجمعها سيتم توثيقها على النحو المناسب لاستخدامها في المستقبل في المدارس في كل مكان. كما تم البدء بتنفيذ مشروع لإنجاز برنامج وثائقي يغطي رحلة السفينة الفينيقية أثناء تجوالها بين السواحل والبلدان. ويقوم مشروع "فينيقيا" على إعادة إنشاء أول سفينة بحرية فينيقية دارت حول القارة الإفريقية، والتي يعتقد أن البحارين الفينيقيين قاموا بها في عام 600 قبل الميلاد، لتقوم هذه السفينة بدورها بإعادة المضي في الرحلة نفسها... ونستطيع القول إن الفينيقيين كوّنوا أول حضارة عالمية حيث أنشؤوا قبل حولي 1200 عام قبل الميلاد حضارة امتدت على ساحل سورية، لبنان وفلسطين، وقد انتشرت هذه الحضارة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، واستمرت ما يقارب ألف عام.