عيدية حزب الله أنور صالح الخطيب اثبت حزب الله اللبناني مرة أخري من خلال عملية التبادل الإنساني لرفات أسري ومعتقل لبناني مع رفات مستوطن إسرائيلي غريق من أصل أثيوبي انه يعي جيدا اللغة التي تتعامل بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ويفهمها الكيان المحتل. الملاحظ في عملية التبادل التي تمت بسرية مطلقة عبر الوسيط الألماني غير مفاجأة التوقيت أنها شملت غريق إسرائيلي قادته أمواج البحر من حيفا إلي الشواطئ اللبنانية-قضية لم يعرف عنها سابقا - مقابل مواطن لبناني مدني يبلغ من العمر 50 عاما جري اعتقاله خلال حرب تموز يوليو الإسرائيلية علي لبنان إضافة إلي معلومات عن الطيار الإسرائيلي ارون اراد الذي أسقطت طائرته في الأراضي اللبنانية عام 1986 الصفقة المفاجأة التي يمكن تسميتها بعيدية حزب الله يمكن اعتبارها أنها صفقة تمهيدية ترتب لصفقة اشمل تتضمن الإفراج عن الأسري اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم الأسير سمير القنطار مقابل الإفراج عن الجنديين الأسيرين لدي حزب الله اللبناني اللذين أسرهما الحزب العام الماضي. عملية التبادل التي تمت رغم رمزيتها وتأكيد حكومة الاحتلال من جهة وحزب الله من جهة أخري علي كونها مبادرة إنسانية إلا أنها تؤكد نجاح استراتيجية حزب الله في مواجهة الغرور والصلف الإسرائيلي وتثبت فشل حكومة الاحتلال في تحرير أسراها بالقوة فحزب الله كرس مرة أخري من خلال عملية التبادل التي تمت أن الطريق الوحيد الذي يجب أن تسلكه حكومة الاحتلال لاستعادة أسراها طريق التفاوض والتفاوض فقط بعد أن فشلت حكومة الاحتلال في السابق في تحرير أسراها رغم حربها الإرهابية علي لبنان حزب الله لم يقدم تنازلا في الصفقة الجديدة وظل وفيا لعهده بالإفراج عن الأسري والمعلومات التي قدمها حول الطيار الإسرائيلي المفقود والتي لم يكشف النقاب عن فحواها تعد ثمنا معقولا لقاء ترتيب الأجواء لتنفيذ عملية تبادل أسري في المستقبل ويتيح إقفال هذا الملف الشائك لبنانيا علي الأقل. عملية التبادل التي تمت تعتبر درسا بليغا لفصائل المقاومة الفلسطينية التي تحتجز جنديا إسرائيليا أسرته خلال قيامه بعملية عسكرية في قطاع غزة درسا تتعلم منه الصبر وعدم المساومة أبدا لان في عنقها مصير أكثر من احد عشر ألف أسير فلسطيني يرزحون في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية لا يمكن لحكومة الاحتلال أن تخلي سبيلهم كما يبدو إلا بصفقات تبادل فجميع الافراجات الأخيرة التي قامت بها حكومة الاحتلال أظهرت النوايا السيئة لحكومة الاحتلال من خلال الإفراج عن المحكومين الذين انقضت مددهم واستثناء النساء والأطفال والمحكومين بأحكام عالية من عمليات الإفراج مع العلم انه من الطبيعي أن تكون قضية الإفراج عن الأسري الفلسطينيين في مقدمة الإجراءات التي يجب أن تقوم بها حكومة الاحتلال لو كانت نواياها سليمة وتريد تحقيق السلام مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم احتلالها لأرضه وهو حق مشروع له. إسرائيل لم تعترف سابقا بوجود مستوطن إسرائيلي أثيوبي غريق في قبضة حزب الله منذ عام 2005 والأسير اللبناني الذي جري الإفراج عنه مواطن مدني اعتقل من منزله في حرب تموز يوليو العام الماضي مما يظهر أن معركة الأسري ستبقي مفتوحة ومستمرة حتي ينال الأسري حريتهم . عن صحيفة الراية القطرية 17/10/2007