علاء عريبي مشكلة فتاة ديرمواس نبهتنا لسؤال في غاية الأهمية يجب أن نشترك في الإجابة عنه :
لماذا تقوم الشرطة بتسليم الفتيات المسيحيات الهاربات إلي الكنيسة؟
ولماذا تخضع الحكومة لإرادة الكنيسة؟
هل هي دولة الكنيسة؟
هل نحن في دولة دينية وليست مدنية؟ .
المتابع للشأن القبطي منذ سنوات يرصد بسهولة جدا تبني النخب القبطية، سواء كانت العلمانية أو الدينية، فكرة إقامة دولة مدنية لا سلطة للدين بها، ومع كل مناسبة يتصدرون فيها وسائل الإعلام بالكتابة أو الحديث يصرون علي مطلب واحد هو إلغاء المادة الثانية من الدستور، مادة الهوية الإسلامية للدولة.
وتنقية القوانين المدنية وحذف المواد المستلهمة من الشريعة، ويؤكد معظمهم في ثقة عالية أن مصر لن تتطور وتلحق بركب العالم المتقدم سوي بمدنيتها، فاستلهام الشريعة أو روحها هو الذي يعمل الدين في العقل ويجعله يتوقف عن التفكير المنطقي وبالتالي عن التقدم.
بعد يوم أو أكثر نسمع ونقرأ عن احدي الفتيات المسيحيات قد أحبت شابا مسلما وتزوجت منه وهربت معه، بعد ثوان من انتشار الخبر تعلن الكنيسة حالة الطوارئ ويتجمع العشرات من الشباب القبطي، وترفع لافتات الاحتجاج وترتفع الأصوات التي تهتف ضد المسلمين.
ويخرج الكهنة والقساوسة علي رأس التجمعات، وتشحن الأتوبيسات من المحافظات بالشباب المبرمج للتظاهر ضد اخوته المسلمين، وتفتح كاتدرائية العباسية أبوابها.
وترفع راية الفتنة الطائفية ولا يتم تنكيسها سوي بعثور الشرطة علي الفتاة الهاربة وتسليمها للكنيسة، لماذا؟
الله اعلم بعدها تتفرق المليشيات وتشحن الأتوبيسات عائدة بالشباب القبطي إلي بلدانهم، وتصدر الكنيسة بيانا تؤكد فيه علي الوحدة الوطنية.
أية وحدة؟، العلم عند الله.
وماهو مصير الفتاة داخل الكنيسة؟ لا أحد يعلم.
وهل القوانين المدنية أو الدينية تقر بتسليم الهاربات للسلطة الدينية؟، مسألة تحتاج لبحث.
وهل الدستور الذي يطالبون بمدنيته يوافق علي اجبار فتاة أن تتنازل عن زواجها أو الديانة الجديدة لها لأجل عدم اثارة فتنة؟ لا احد يعرف.
الشيء الوحيد المؤكد أمامنا هو ازدواجية الخطاب القبطي وعدم مصداقيته.
ففي الوقت الذي يرفعون فيه راية الدولة المدنية ويطالبون المسلمين بالعمل بقوانينها، يلوحون بعصا السلطة الكنسية.
والغريب في هذا الشأن أن الحكومة تخضع للكنيسة، وتسلم لهم الفتيات الهاربات بسبب المشاكل العائلية أو للزواج أو لتغيير الديانة.،
لماذا؟.
وهل الدولة تقوم بنفس الشيء مع الهاربات المسلمات؟.
وأين اختفت الأصوات المسيحية التي تنادي بفصل الدين عن الدولة؟
وهل فصل الدين عن المسلمين دولة مدنية وعن المسيحيين تدخل في الشأن القبطي؟