رسالة إلى مسئولى الآثار والتراث بالوطن العربى والإسلامى
* عبد الرحيم ريحان عبد الرحيم ريحان
فى عام 2000 وبمنتهى البجاحة طالبت إسرائيل بضم مدينة القدس على لائحة التراث العالمى على أنها موقع ثقافى إسرائيلى فاجتمع وزراء الثقافة العرب بالرياض وأصدروا بيان لمدير عام اليونسكو ورئيس لجنة التراث العالمى مطالبين برفض قبول الطلب الإسرائيلى المنافى لقرارات الشرعية الدولية .
وفى هذه الظروف بعد موافقة جامعة الدول العربية على اقتراح المجلس الأعلى للآثار المصرى دعوة مسئولى الآثار والتراث بالدول الإسلامية إلى اجتماع طارئ بالقاهرة لبحث تداعيات قرار إسرائيل ضم مقدسات إسلامية فى القدس إلى قائمة التراث اليهودى .
انتعش الأمل فى قلوبنا وعقولنا مرة أخرى بأن هناك صحوة لعلماء الآثار بالدول الإسلامية وتحرك عاجل يضع آثار فلسطين والمقدسات الإسلامية بها أمانة فى أعناقهم .
فإن أنصفوها سيسجلها لهم التاريخ بحروف من نور وإن خذلوها فلن يرحمهم التاريخ ولا الأجيال القادمة والمطلوب هو اتخاذ قرارات عملية واجبة التنفيذ مع تشكيل لجان تظل فى حالة انعقاد دائم لمتابعة التنفيذ فنحن لسنا فى حاجة لعبارات رنانة وتوصيات منمقة نمطية وشجب وإدانة ومناشدة المنظمات الدولية لأننا لا نستجدى الحصول على حقوقنا وحماية مقدساتنا .
وقد أثبتت كل التجارب السابقة أن هذه المنظمات لا تنحاز إلا للأقوى ونحن يجب أن نكون الأقوى باستخدام كل وسائل الضغط لدينا مادية وثقافية وأنتم تعلمون تماماً هذه الوسائل لو خلصت النوايا فى تطبيقها وفى نقاط محددة واضحة فالمطلوب قرارات حاسمة لما يلى :-
1- الوقف الفورى لقرار الحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح لقائمة الآثار اليهودية المزعومة .
2- الوقف الفورى لقرار الحكومة الإسرائيلية بضم 150 موقع أثرى فلسطينى لقائمة الآثار اليهودية المزعومة ومنها أسوار البلدة القديمة فى القدس وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وجبال مدينة نابلس ومدينة عسقلان وبيسان وقيسارية والآثار الكنعانية بالخليل وغيرها بعد عمل إحصاء شامل لهذه الآثار .
3- سد جميع الأنفاق أسفل المسجد الأقصى مع الوقف الفورى لكل أعمال الحفر والهدم للمبانى والمنازل الأثرية بالقدس.
4- السماح لبعثات من الدول العربية والإسلامية بترميم كل ما خلفته أعمال الحفر من هدم وتخريب بالمسجد الأقصى.
5- إدخال المسجد الأقصى مرة أخرى فى قائمة التراث الحضارى العالمى المهدد بالخطر بعد أن تم شطبه .
6- توثيق الآثار الفلسطينية والتراث الشعبى من صناعات وأزياء وحكاوى وأمثال شعبية ولنعى الدرس جيداً مما حدث بالعراق حيث أحرقت الأيدى الصهيونية مكتبته الوطنية التى تضم الوثائق والمخطوطات الخاصة بالوزارات والسجلات ووثائق الملكية وكل السجلات حتى عام 2003 أى أحرقوا ذاكرة وهوية الوطن .
ومن المهم الاستفادة من خبرات دول عربية رائدة فى هذا المجال مثل مصر حيث يضم المجلس الأعلى للآثار خبرات نادرة فى أعمال التوثيق الأثرى كان لها الدور الرائد فى توثيق آثار مصر التى أصابها زلزال عام 1992 وكذلك توثيق آثار مصر بالتعاون مع مجلس الوزراء على أن يتم توثيق لكل الآثار القائمة بفلسطين والآثار المنقولة ويشمل صور فوتوغرافية لكل هذه المواقع الباقية حتى الآن و رسومات تخطيطية تشمل مساقط أفقية ورأسية لهذه الآثار بمقياس الرسم .
و ينبغي جمع المادة العلمية عن هذه الآثار والحجج الخاصة بها مع عمل أفلام تسجيلية توثيقاً لهذه الآثار و بالنسبة للآثار التى تم تدميرها أو تحويلها لفنادق أو ملاهى ليلية مطلوب جمع المادة العلمية مما نشر عن هذه الآثار وإلقاء الضوء عليها إعلامياً عربياً ودولياً و إدراج هذه الآثار ضمن قائمة التراث العالمى لحمايتها والمحافظة على ما تبقى منها فى ظل الاحتلال الإسرائيلى .
و من الضروري الضغط على سلطة الاحتلال الإسرائيلية بمعاونة المنظمات الدولية المهتمة بالتراث لتسليم دائرة الآثار الفلسطينية خرائط مساحية موقع عليها المواقع الأثرية التى تم اكتشافها بفلسطين منذ عام 1967 والمواقع التى بها شواهد أثرية ولم يكتمل اكتشافها حتى الآن والمواقع ذات الدلالة التاريخية المعينة والتى تحتاج لأعمال مسح أثرى ودراسة علمية .
7- إرسال لجنة من علماء الآثار بالدول العربية والإسلامية للوقوف على كم الآثار الفلسطينة التى تأثرت أو تم تدميرها بفعل الجدار العازل وتقديم تقرير للمنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالتراث مع وضع سبل الحماية وكيفية تنفيذها .
8- مراجعة كل القرارات الدولية وقرارات اليونسكو المتعلقة بحماية التراث والتى تخالفها إسرائيل وتتحدى المجتمع الدولى والعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية عن طريق اتحاد المحامين العرب وإشراك المنظمات الحقوقية العالمية .
9- مطالبة الإعلام العربى والإسلامى بزيادة برامج التوعية بقضايا التراث والمقدسات بالدول العربية والإسلامية وتخصيص برامج خاصة لذلك وعمل صحوة لشباب الأمة الباحث عن الهوية .
10- الدعم المادى والمعنوى لدائرة الآثار الفلسطينية بإنشاء صندوق خاص لحماية وترميم الآثار الفلسطينية أسوة بالصناديق الصهيونية الشهيرة التى تمول أعمال الحفر والتخريب والهدم للمسجد الأقصى .
11- توثيق عروبة القدس بإنشاء مركز علمى خاص بجامعة الدول العربية تحفظ به كل الكتب والوثائق والدراسات الخاصة بالقدس وكذلك كل الوثائق الخاصة باجتماعات لجنة التراث العالمى سنوياً مع تبادلها عربياً وإسلامياً لاتخاذ مواقف موحدة تجاه قضايا التراث بالعالم العربى والإسلامى.
ففى كل اجتماع سنوى للجنة التراث العالمى تتقدم إسرائيل بوثائق محددة ومنظمة لمشروع صهيونى لتهويد التراث العربى مثل مشروع الإخدود الأفريقى وطلب شطب المسجد الأقصى من قائمة التراث العالمى مع الحرص على ضم مواقع جديدة فى فلسطين لقائمة التراث العالمى على أنها مواقع إسرائيلية وعندما يتحدث العرب ترد عليهم اليونسكو بأن إسرائيل تأتى بوثائق وأنتم تأتون بكلام فقط ومن هذا المنطلق تحقق الصهيونية ما تريد ونكون نحن أصحاب الحق فى موقف الدفاع لأننا بدون وثائق .
* أمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب