تراجع ترتيب الدوري السعودي.. بين الحقيقة والواقع فراس التركي أصدر الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم (IFFHS) تقريره بما يخص تصنيف الدوريات العالمية بما فيها الدول العربية للعام 2007م، وكذلك التصنيف الشهري للأندية في كافة أنحاء العالم. وجاء في التقرير أن الدوري السعودي حل في المركز التاسع عربيا، كما حل ناديان فقط من السعودية في قائمة تصنيف الأندية العالمية التي تضم 350 ناديًا. مع تحفّظي على ما آل إليه التصنيف ترتيبيًا لكن تظل الرسالة واضحة ألا وهي انخفاض مستوى الدوري السعودي وعليه تلقائيًا انخفاض مستوى الكرة السعودية، وذلك يتجلى في الإحصائيات المنشورة أو من خلال نتائج الفرق السعودية بمختلف الدرجات. انخفاض المستوى يعزى إلى أسباب عدة تتلخص في الآتي:- عدم ثبات الهدف والرؤية الواضحة وهما: مرضاة الله عز وجل ورفعة شأن الوطن. ولشرح ذلك فجدير بالذكر توضيحه بمثال «ملحمة المنتخب المصري خلال بطولة إفريقيا» ويتجلى ذلك بعد كل هدف يسجله الفريق المصري واجتماع اللاعبين على السجود (لمرضاة الله وشكره) وثم من خلال تصريحاتهم التلفزيونية وذكرهم مرارًا (للوطن). - الالتزام الخلقي وكم شدتني كلمة السيد أحمد حسن فتيحي خلال ثلوثية نادي الاتحاد بعنوان «وهل تتجزأ الأخلاق..؟» والتي اختصر فيها أسباب تدهور أخلاقيات العمل ومسؤولية كل من المدرسة، الأسرة، المجتمع والقدوة. - عدم تطبيق نظام الاحتراف الكامل والشامل، ولا أعني بذلك مجرد الاحتراف المادي وما يتبعه من مقدمات عقود أو رواتب للاعبين بل ليشمل التفكير الاحترافي وأيضًا إداريي ومسؤولي الأندية. - تأهيل الحكام السعوديين والجهد المبذول حيال ذلك ويتجلى ذلك في المستوى المتدني لأغلب الحكام وقلة المردود المادي، مما يحتم تطبيق برنامج شامل للتطوير ولا يكون بمجرد جلب خبير لتدريبهم بل لإيجاد واستحداث نظام احترافي للحكام ليشمل التطوير المهني والمردود المادي. - عدم وجود طرق (موارد) واضحة للصرف على الأندية والاعتماد غالبًا على هبات أعضاء الشرف، إعانة رعاية الشباب، وحاليًا مبالغ مختلفة لبعض المحاولات الفردية عن طريق استثمارات من قبل القطاع الخاص خجولة بمنهجية مشوهة. - منهجية عمل اللجان المختلفة وتحديد ووصف دور كل من اللجان على حدة، ويشمل ذلك وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبالأخص في اللجان المعتمد عليها في تطبيق الإستراتيجية القادمة كلجنة الاستثمار والخصخصة ولجنة الاحتراف. - وأخيرًا، عدم وجود إستراتيجية وجدولة واضحة لروزنامة الدوري السعودي ومختلف المسابقات الكروية، فكثرة المسابقات المحلية وتداخلها يفقد المباريات متعتها، فتجد مثلا 4 مباريات ديربي خلال الموسم كالاتحاد والأهلي. جميع ما ذُكر بعاليه هي أسباب تعددت والنتيجة واحدة وهي انخفاض مستوى الكرة السعودية، مما قد يفقد المتعة فتقل نسبة المشاهدة والمتابعة الجماهيرية، ومما سينعكس سلبًا على رغبة المستثمرين المتوقع دخولهم المجال الرياضي فرأس المال دومًا جبان. عن صحيفة المدينة السعودية 8/3/2008