صدر العدد الجديد من مجلة الكلمة الالكترونية الشهرية يحمل الرقم الثاني والثلاثين والتي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، والذي افتتح باب دراسات بقراءة نقدية لرواية الكاتبة السعودية ليلى الجهني "جاهلية" حملت عنوان تراكب "السرد الروائي وكشف سوءات الواقع" كشف خلالها مدى تراكب البنية السردية في رواية الكاتبة السعودية البديعة، وتضافر الدلالات، وتعدد القراءات فيها. وتحت عنوان "النقد الإبداعيّ العربيّ المعاصر بين التنظير والتأصيل" يري الناقد التونسي مصطفى القلعي إنّ الحديث عن نقد إبداعيّ عربيّ معاصر مسألة في غاية المجازفة، حيث أن الخطاب النقديّ العربيّ المعاصر يقدّم نفسه على أنّه خطاب عالِم يرفع شعارات العلم والأكاديميّة والحياد والإلمام وسعة الاطّلاع والدقّة والنّزاهة والوعي... إلخ. وهذه الشعارات تشترط في النّاقد امتلاك أدوات معرفيّة ومنهجيّة لا تتوفّر للمبدع. فللمبدع،- الشاعر في دراسته-، أدواته التي يستثمرها في إنتاج نصّه الإبداعيّ. وتوقف لناقد والمترجم المغربي سعيد بوخليط متاملا أمام سيرة الباحث المصري عبدالرحمن بدوي واصفا إياها "حياة علمية زاخرة"، في استعراض يعتمد كثيرا علي سيرة الفيلسوف الذاتية، وعلى رؤيته لما تعرض له من مصاعب، ويقدم لنا من خلالها ملامح سيرته وطبيعة انجازه الفكري والبحثي. ويتناول الباحث محمد الخولي في "عملية اختراع الشرق الأوسط" يتوقف الباحث محمد الخولي في عرض تفصيلي لشخصيات استعمارية ساهمت في رسم خريطة الشرق الأوسط، ثم يعرض الكاتب السوداني هنا بإسهاب كتاب "إني أتهم" الذي أثارت صاحبته ضجة كبيرة في الغرب بسبب موقفها النقدي الحاد للإسلام، ويكشف لنا من خلال معرفة واسعة بسياقات المعركة، وقراءة متأنية للكتاب عن حقيقية الكاتبة وكتابها معا، وترصد الباحثة المغربية مريم لحلو الدلالات المتراكبة للمدينة في أعمال الشاعر المغربي الكبير أحمد المجاطي، سواء أكانت المدينة العربية أم المدينة المغربية، وتكشف عن جماليات المكان عنده واستخداماته الرمزية المتعددة. وفي باب شعر يقدم الشاعر التونسي منذر العيني مجموعة مختارة من قصائد الشاعر التونسي، الذي يمثل ملمحا قويا للتجربة الشعرية الجديدة اليوم .. قصائد مسكونة بهواجس الشعر والمكان والتيه، ويقدم هاتف جنابي قصيدة "لقاء عابر مع جندي عائد من حرب العراق" : تمرّ تباعا تحمل إرث الإنسان من الموت عرباتُ الحبّ الموهوب إلى الفأس. بُمْ بُمْ بُمْ بُمْ بُبُبُمْ ماتَ الملكُ الشرّيرُ وجاءَ البلبلُ والصيّادُ ليفصلَ بين الناسْ قالوا: أهلا بالآلهة الحكماء وبالمنكوبين من الأحراشِ وأهل الكهْف إلى آخر قطرة حُبٍّ في البرية بُمْ بُمْ سقطتْ أستارُ العقلِ الناغل في الصفرةِ والصبحُ تباهى بالريشِ الساقط من جنح الليل. ويضم باب الشعر "تفاصيل لا تخصُّ أحداً سواي" للشاعر الفلسطيني علي أبو مريحيل، "الغبار" للشاعرة السورية بهيجة مصري إدلبي، "ككل الشعراء" للشاعر المغربي بن يونس ماجن، و"ما أستحقه" للشاعر السعودي عيد الخميسي والذي تحمل إحساسا مثقلا بالمرارة والفقدان والانكسار. ويحوي باب قص وسرد رواية للكائب والروائي العراقي عباس خلف علي "كور بابل" والذي يقوم برحلة في متاهات المدينة التاريخية والمعرفية، ويقيم حوارا مع نصوص فنية مختلفة سينمائية وتشكلية وفلسفية تثري من تلك الذاكرة وتعمق أبعادها. ويقدم القاص السعودي فهد العتيق من خلال "الأناشيد والناس" مقاربة دالة بين عالم السوق بناسه وحكاياته وأساطيره، واستعادة الراوي ومعايشته لأركيولوجياه ولأطياف من رحلوا ومازالوا حاضرين في المكان والذاكرة، ويقدم الباب إبداعات "الصورة الأخيرة لي قبل الموت" للقاص السوري إسلام أبو شكيّر، "صباح يأتي لك" للروائية المصرية أسماء عواد، "بحر يتلون" للقاص المغربي عماد الورداني، و "في مهب الجرح" للمبدع الجزائري جهاد الجزائري. ويتناول باب نقد "قُبلةٌ للبياتي في ذكرى رحيله العاشرة" للناقد نمر سعدي، بينما يعيش يسري عبد الغني عبد الله مع عميد الأدب، ويرصد محمد رمصيص تحولات الكتابة التي يمهرها توقيع المرأة في المغرب، بينما يتناول الروائي العراقي محمد علي النصراوي في "الرواية بوصفها كائنا أنطلولوجيا" الفضاء الروائي متابعا ما كان قد بدأه في شهادته المنشورة في أحد أعداد الكلمة، وتعود الباحثة أثير محمد علي لأحد علامات السينما العالمية والفرنسية على الخصوص، "أبناء الجنة" فيلم للمخرج مارسيل كارني كتابة سيناريستية جاك بريفير. وتتأمل الناقدة سيمياء الشخصيات وحراك المشاهد من خلال عين الكاميرا، ويختم المترجم المغربي يونس لشهب في "قراءة النصوص وتاريخ الأفكار" باب نقد في باب علامات تنشر الكلمة مقالة تعود لعام 1923 وفيها تقدم محررة مجلة «مينرفا» البيروتية رؤيتها النقدية للواقع السياسي والثقافي والتربوي آنئذٍ. تحبك ماري يني خطابها بلغة ساخرة لا تجد مفراً من التشبث برجاء وطن واحد على حافة السطور الأخيرة. باب مواجهات تقدم الكلمة نص شهادة الشاعر موسى حوامدة، النص "الشهادة حيث يحكي لنا الشاعر الفلسطيني الأردني ما جرى لديوانه الشعري حينما أراد فقهاء الظلام استخدام بعض قصائده لتسجيل أهداف سياسية الدين منها براء". تفتتح الناقدة المصرية شيرين أبو النجا باب كتب، متناولة أحدث أعمال الرواية منصورة عزالدين بالدرس والتحليل من خلال سؤال "أهو الفردوس حقا؟"، أما ميلود بنباقي فيتوقف عند الحرب في الرواية اللبنانية، من خلال نص الروائية هدى بركات، الناقد المصري محمود أحمد عبدالله يكشف في "لكتابة خارج المركز" عن بنية التداخل الضمني بين حيوات معبرة عن الخروج عن الجمالية التقليدية والاستبداد السردي، بينما يقدم لنا الباحث السوري عبدالباقي يوسف كيف ينظر الروائيون العالميون الكبار الى الحياة في أعمالهم الإبداعية. وأمام نص ميسلون هادي يتوقف الكاتب العراقي عبدالستار ناصر مستلهما سمات الواقعية السحرية، في حين يقدم حسن حجازي أنطولوجيا شعراء الصين واليابان "السحر الآسيوي".