السؤال: بعض المشاركين في المنتديات بنقل موضوعات كتبها أشخاص آخرون بأقلامهم إلي منتدياتهم. وينسبونها لأنفسهم. فهل يُعد هذا من السرقة؟ وما جزاء من يفعل ذلك عند الله سبحانه وتعالي؟ ** يجيب الشيخ منصور رفاعي عبيد الوكيل الأسبق لوزارة الأوقاف فيقول: يجب نسبة القول إلي قائل لثلاثة أوجه: * إن في ذلك تبرئة لذمة الناقل من تبعات ذلك القول. ومن هنا وجد علم الإسناد. ليسلم الناقل والمنقول من تبعات النقل فإن كان صحيحاً سلم الناقل. وإن كان سقيماً سلم المنقول عنه ولهذا قيل: من أسند إليك فقد حمَّلك أي حملك الأمانة في التحقيق من صحة السند لبيان صحة القول ونسبته. روي الغزالي أن الإمام أحمد سئل عمن سقطت منه ورقة كتب فيها أحاديث أو نحوها. أيجوز لمن وجدها أن يكتب منها ثم يردها؟ فقال: لا. بل يستأذن ثم يكتب. * إن هذا من الأمانة التي يجب ردها إلي أصحابها فقد قال تعالي: "... إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها...". وفي نسبة القول إلي نفسه خيانة للأمانة قال سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون". ونسبة القول إلي نفسه خيانة لتلك الأمانة. وكذب في نفس الوقت. فإن كان القول صواباً فهو لم يقله. وإن كان خطأ تحمل تبعته لنسبة القول إلي نفسه من غير تحقق. * إن الذي ينسب محاسن أقوال الناس إلي نفسه كالمتشبع بما لم يعط. وقد قال صلي الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور". وقال حماد: ولا أعلم المدلس إلا متشعباً بما لم يعط قال ابن منظور في بيان معني قوله: المتشبع بما لم يعط: هو الذي يقول أعطيت كذا لشيء لم يعط فإما أنه يتصف بصفات ليست فيه يريد أن الله تعالي منحه إياها أو يريد أن بعض الناس وصله بشيء خصه به. فيكون بهذا القول قد جمع بين كذبين أحدهما اتصافه بما ليس فيه. أو أخذه ما لم يأخذه والاخر الكذب علي المعطي وهو الله أو الناس. ومما سبق يعلم حرمة هذا العلم وإثم صاحبه إذا فعل ذلك. والله أعلم المصدر: مجلة "حريتي"