خصصت مجلة "الدوحة" الثقافية عددها الجديد لقصيدة النثر العربية، حيث ناقش عدد من النقاد والكتاب اسسها ومرجعياتها وآفاقها، ورصدوا تجلياتها في المشهد الشعري والنقدي العربي المعاصر. د. محمد لطفي اليوسفي ناقش ما أسماه "عقدة التأصيل ومكائد التسمية" أوضح فيه أن التصوّر السائد الذي يقرن بين الشعريّة والوزن خطورته يمتلك مقدرة فائقة على تلوين أسئلة الراهن الأدبي. فهو الذي دفع بالخطاب النقدي العربي المعاصر داخل درب متاه. فصار هذا الخطاب يوهم بالجدّة والحداثة والابتداء فيما هو يكرّس المغالطات التي كان المنظّرون القدامى قد حذّروا من مكرها ومكائدها. فالثابت أن الكلام عن قصيدة النثر ظل يطرح من منظور أيديولوج قوامه السجال والحماس. ووفقا لصحيفة "الوطن" الكويتية ناقش د.حاتم الصكَر مأزق قصيدة النثر وضروتها الحداثية، ووصفها بانها مراهِقةً فتيّةً لا تكبر ولا تشيخ ولا تهدأ..ولا يأخذها الزمن إلى النسيان أو الهرم. هكذا تتهيأ لي قصيدة النثر كلما عاينت سيرورتها الحداثية، ومقترحها الشكلي، وأفقها الرؤيوي. لقد ظلت بنيتها كما هو رنينها في الذاكرة : شعرا بنثر ونثرا بشعر، لا فرق. ولذا وصفتُها في أحد كتبي مستعيرا الأسطورة الصينية التي تحكي عن امرأة رأت نفسها في الحلم فراشةً،فلم تعد تدري بعد يقظتها أهي فراشة حلمت بأنها امرأة أم هي امرأة حلمت بأنها فراشة؟. واختار د. سعد البازعي مناقشة قصيدة النثر وعبء الموروث، في حين رأى الدكتور حبيب بوهرور أن الدلالة التي يمكن أن نستخلصها من المثال الرائد هي أن البداية الجذرية رغم أهميتها، ورغم كل ما يأتي بعدها هو بعض وعودها الممكنة، فتظل بداية مهما كانت درجتها، وأن قيمتها لا تكتمل إلا بتحقق وعودها. بينما كتب د. جورج طراد عن سيطرة حركة الشعر الحر على الشعرية العربية بشكل كبير. د. عبد الناصر حسن محمد رأى: إن من يتأمل المشهد الشعري الراهن يلاحظ أننا مازلنا نحبو في خطواتنا الأولى حول الاعتراف بقصيدة النثر. فبدلاً من أن ننظر إلى إطارها البنائي وإشكالاتها وما يمكن أن تطرحه أو تقدمه متجاوزة به الأشكال السابقة أو بعض المطروح منها، نلاحظ أننا حتى لحظة الكتابة الراهنة نختلف شيعاً وأفراداً حول مشروعية هذه القصيدة من عدمه وحول أصولها أيضا. وأشتمل العدد على مقالات وبحوث لكل من احمد زكريا الشلق ود.حسن حنفي ود.حسن ابشر الطيب،ودنصوص ابداعية لكلمن:د.جورج طربية ونواف ابو الهيجا وعادل ابو شنب وسمر الاشقر، وكان حوار العدد مع الناقد صالح جواد الطعمة. وكتب سامي القمحاوي في باب اسفار،وزهدي ابو خليا عن اسلوب الحكيم في باب احافير لغوية،وكتب د.بشير موسى نافع عن المستشرق هاملتون جب، وفاطمة شرف الدين عن المفكر سمير امين في باب شخصية العدد،ود.حسن رشيد عنكتاب بدايات النهضة في قطر في باب كتاب الشهر، وفي باب فنون كتب ابراهيم فرحان خليل عن الهايكو.