الكويت : بعد صمت وتوجيه الاتهام إليه ثلاث مرات من قبل وكيل النيابة قال حجاج السعدي المتهم بإغتصاب 18 طفلاً فى الكويت "انا نادم على جريمتي ولم أكن أتمالك نفسي عندما أشاهد أي طفل لوحده فأنا لا أفعل ذلك الا بدافع الانتقام ولم أكن أتمتع معهم وعندما تكون الضحية في يدي أشعر بسعادة كبيرة لشعوري بالانتقام لنفسي" . وأضاف حجاج فى إعترافاته أمام النيابة :" أنا أعمل من الفترة المسائية الى الليل في ناد صحي وفي فترة الصباح اذهب للبحث عن اي طفل يكون أمامي ولا يوجد حوله أحد لأهتك عرضه وفي مرات كثيرة كنت ارجع الى غرفتي من دون ان أجد اي طفل وكانت تسوء حالتي واصبح في مزاج سيئ وكنت أحاول مرة أخرى في اليوم الثاني وهناك حالات كثيرة أتوقع انها لم تتقدم بشكوى الى المخفر خلافاً للعدد الذي ابلغني به رجال المباحث وانا نادم على هذه الافعال" . وعندما سألته النيابة هل هناك من يساعدك على ارتكاب هذه الجرائم؟ رد قائلاً :" لا لم يكن أحد يساعدني بذلك وكنت أذهب الى أماكن اعرف انه لا يوجد فيها أحد يعرفني بعيداً عن مكان سكني او سكن اصدقائي ولا أحد يعرف بما أفعله، ولكن عندما شعرت ان الشكوك بدأت تحوم حولي توجهت فوراً الى مطار الكويت الدولي لكي أدقق على اسمي عما اذا كنت ممنوعاً من السفر او غير ممنوع ولكن الموظف هناك ذكر لي انه لا يوجد عليّ اي منع، وهنا ذهبت وحجزت تذكرة لكي أغادر دون عودة الا انه تم القبض عليَّ قبل أن تقلع الطائرة" . وعن سبب ارتكابه لجرائمه قال :"وأنا صغير تم الاعتداء عليّ واصبح لدي حالة نفسية ولم أكن أستطيع ان أرفع رأسي أمام الناس وكنت وحدي، واصبحت منعزلاً أكره التجمعات العائلية او الافراح وكنت أتجنبها وكنت أعوض عن نفسي بهتك عرض الاطفال وانا نادم ومستعد لدفع الثمن" . كانت النيابة العامة قد شكلت فريقاً من وكلاء النيابة للتحقيق مع حجاج السعدى والذى لقب ب "وحش حولي" وقد سجلت أربع عشرة قضية في نيابة حولي في حين تم تسجيل اربع قضايا في نيابة الفروانية وقررت نيابة حولي احالة ملابس السعدى الى الطب الشرعي بعد ان اعترف ان هناك ملابس ارتكب فيها الجريمة ولا تزال ملوثة وتم طلب عمل "DNA" لهذه الملابس وموافاة النيابة بالنتيجة . وكانت النيابة العامة قد استمعت الى اقوال السعدى وتم التحقيق معه في قضية واحدة فقط في حين استمعت النيابة الى اقواله أمس في قضيتين على ان يتم تمثيل الجرائم التي ارتكبها لاحقاً بعد الانتهاء فعلياً من التحقيق من كل ثلاث قضايا . من ناحية أخرى إتشحت قرية "المريس" التابعة لمدينة الأقصر بصعيد مصر والتابع لها المتهم حجاج السعدى بالحزن، البيوت الصعيدية الريفية البسيطة مغلقة والحوارات داخلها مكتومة ، وخيم الحزن على منزل حجاج السعدى ، وسيطر الذهول على سكان قريته فور قراءتهم ومتابعتهم لما نشرته الصحف وأذاعته وسائل الإعلام عن واقعة القبض على ابن قريتهم. أهالي القرية الصعيدية أكدوا إنه نعم الابن ونعم الرياضي ونعم الأخ ونعم الصديق ، حيث رفض جيران المتهم وأصدقاؤه الاتهام واضافوا نثق في براءة حجاج الذي لم يعرف عنه سوى الأدب والالتزام والخلق القويم طوال وجوده في القرية التي لم يغادرها إلا لأداء الخدمة الوطنية، ثم السفر إلى القاهرة وبعدها إلى الكويت بحثا عن لقمة العيش . من جهته نفى محمد عادل السعدي "والد المتهم" ارتكاب ابنه لمثل تلك الجرائم، مؤكدا وهو في حال تأثر واضحة أن ابنه كان حسن السير في مصر والكويت معا ومعروفا بحسن خلقه لدى قيادات ورموز مدينته التي كان يعمل في أكبر صالة رياضية فيها، مطالبا السلطات الكويتية بالتحري عن ابنه في كل مكان وأضاف ان ابنه كان قادما من الكويت لإتمام زفافه من ابنة خالته بعد خطوبة دامت خمس سنوات ، وقال والد المتهم إنه كان يشارك في مولد لأحد الأولياء والعارفين بقرية المطاعنة حين تلقى نبأ القبض على ابنه وانه كان في زيارة لابنه في الكويت في الفترة من 30 أغسطس وحتى 1 ديسمبر الماضي . أما والدة حجاج السيدة "هدية عيد أبو الوفا" فقالت انها متأكدة من براءة ابنها وان ما قيل عنه في الصحف بعيد عن عاداتهم وتقاليدهم كمسلمين وصعايدة. ودعت الله أن يفرج كربة ابنها ويظهر براءته للجميع وان يعيده لها ولأهله وأحبابه بسلام، وناشدت والدة حجاج السلطات المصرية والكويتية بالسماح لها برؤية ابنها والاطمئنان عليه ، وقال أبو الحسن العادلي عوض "من أبناء القرية" و الذي عاد من الكويت مساء الجمعة إن حجاج كان قادما معه على نفس الطائرة وكان يجلس في مقعد خلفه مباشرة بمطار الكويت ثم فوجئ باختفائه عند تحرك الطائرة . وأكد انه هو وجميع زملاء حجاج يعيشون في كابوس كبير وان الكثيرين من الزملاء في الكويت قرروا التوجه للسفارة المصرية من أجل بذل المزيد من الجهد في الدفاع عن حجاج وتأكيد براءته . سهير "شقيقة حجاج" قالت إن حجاج هو عائلها هي وشقيقها علاء الذي يقضي الخدمة العسكرية وشقيقاتها "دينار وشبكات وعفاف" بجانب والده المسن ووالدته. وأضافت حجاج لم يكمل تعليمه وعشق الرياضة واتجه للعمل كمدرب لكمال الأجسام بإحدى الصالات الرياضية بالأقصر، ثم سافر للقاهرة ومنها إلى الكويت وان والده كان في زيارة له قبل ستة أشهر. وأكدت ان حجاج معملش حاجة ومش ممكن يكون كده وكلها أيام وراجع، وقالت إن شقيقها اتصل بهم يوم الجمعة الماضي ليخبرهم بانتظاره في مطار الأقصر . عبد العزيز حمادي "من أبناء قرية المريس" قال: "إن حجاج إنسان طيب ومتزن وحريص على صلاته ورضا والديه، وكان يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة ومحبوبا ممن حوله وبالتالي فليس من المعقول أن يرتكب مثل تلك الجرائم" . وأضاف "إنه رياضي معروف ويمارس رياضة كمال الأجسام وارتبط بعلاقات وطيدة مع بطل كمال الأجسام المصري الفنان الشحات مبروك الذي كان احد أصدقائه المقربين وقضى بصحبته سنوات عدة في القاهرة قبيل السفر إلى الكويت" . فراج يوسف دنقل "من أبناء القرية" ايضا قال: "إن حجاج إنسان اجتماعي ومؤمن ويخاف ربه ويؤدي صلاته بانتظام ومش معقول يقوم بمثل تلك الأعمال الإجرامية وأنا وكل من عرف حجاج مصاب بالصدمة والذهول فهو مش ممكن يقوم بمثل تلك الأمور فهو إنسان مكافح ويعمل لإعالة أسرته كبيرة العدد" . وكشف عن ان حجاج كان مقيماً في الكويت منذ العام 1980 أي ما يقارب 27 سنة في الكويت عاشها بكل شرف وأمانة داخل الكويت وكان يعمل في مجال البناء واشتهر بالأمانة والشرف طوال فترة عمله هناك ورب أبناءه تربية صالحة، وحجاج كان رجلا بمعنى الكلمة وكان صاحب واجب وله أفضال كبيرة على من حوله من الأقارب والأصدقاء . مصدر أمني في الإدارة العامة لشرطة الأقصر أكد أن المتهم حجاج محمد عادل السعدي غير مسجل امنيا وليست له أي سوابق اجراميه ولم يعرف عنه ارتكاب مثل تلك الجرائم المتهم بارتكابها من قبل ولم يسبق استدعاؤه في أي قضايا طوال فترة وجوده في البلاد . من جانبها أصدرت اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية في الأقصر واللجنة العامة لحزب الوفد في الأقصر ايضا وحركة سيدات من اجل التنمية ونشر ثقافة السلام والتي تتخذ من مدينة الأقصر مقرا لها بيانا مشتركا ناشدوا فيه وزارة الخارجية ونقابة المحامين الوقوف بجانب المواطن المصري حجاج محمد عادل السعدي وتكليف فريق من المحامين المصريين بالسفر إلى الكويت للاطلاع على أوراق القضية المتهم فيها حجاج ومتابعة التحقيقات الجارية معه وتولي الدفاع عنه وأكدت اللجان الثلاث في البيان ثقتها في نزاهة القضاء الكويتي .