ابن مرداس أشجع الناس في شعره العباس بن مرداس السلمي أحد الشعراء المخضرمين عاصر كل من الجاهلية والإسلام، ومن صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، كان من المؤلفة قلوبهم، هو العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس بن رفاعة بن يحيى بن الحارث بن بهثة بن سُليم ويكنى أبو الهيثم، يقال أن أمه هي الخنساء الشاعرة. كان العباس شاعراً وفارساً ومن سادات قومه، حرم الخمر في الجاهلية وذمه، وروى الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام وشارك في عدد من غزوات المسلمين فشارك في فتح مكة وغزوة حنين. أعلن إسلامه قبل فتح مكة بفترة قليلة وشارك في المعركة، كما شارك في عدد من غزوات المسلمين فكان يخرج للغزو ثم يعود مرة أخري إلى ديار قومه، كان ينزل ببادية البصرة، وقيل قدم دمشق وابتنى بها داراً . مما قاله في الرسول يا خاتَمِ النُبَآءِ إِنَّكَ iiمُرسَلٌ بِالحَقِّ كُلُّ هُدى السَبيلِ iiهُداكا إِنَّ الإِلَهَ بَنى عَلَيكَ iiمَحَبَّةً في خَلقِهِ وَمُحَمَّداً iiسَمّاكا ثُمَّ الَّذينَ وَفَوا بِما iiعاهَدتَهُم جُندٌ بَعَثتَ عَلَيهِمُ iiالضَحّاكا رَجُلاً بِهِ ذَرَبُ السِلاحِ iiكَأَنَّهُ لَمّا تَكَنَّفَهُ العَدُوُّ iiيَراكا يَغشى ذَوي النَسَبِ القَريبِ وَإِنَّما يَبغي رِضا الرَحمَنِ ثُمَّ رِضاكا سأل عبد الملك بن مروان ذات مرة جلسائه من أشجع الناس في شعره، فتكلموا في ذلك فقالوا أشجع الناس العباس بن مرداس في قوله : أَشُدَّ عَلى الكَتيبَةِ لا iiأُبالي أَحتَفي كانَ فيها أَم iiسِواها وَلي نَفسٌ تَتوقُ إِلى المَعالي سَتَتلِفُ أَو أُبَلِّغُها iiمُناها
موقف لابن مرداس مع الرسول كان لعباس بن مرداس إحدى المواقف الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عقب غزوة حنين، فقام بتوزيع الغنائم فأعطى كل من سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعينية بن حصن، والأقرع بن حابس كل منهم مائة من الإبل، وكان نصيب عباس بن مرداس أقل منهم مما أثار في نفسه الغضب فأنطلق منشداً: فَأَصبَحَ نَهبي وَنَهبُ iiالعُبَيدِ بَينَ عُيَينَةَ iiوَالأَقرَعِ وَقَد كُنتُ في الحَربِ ذا iiتُدرَأُ فَلَم أُعطَ شَيئاً وَلَم iiأُمنَعِ إِلّا أَفائِلَ أُعطيتُها عَديدَ قَوائِمِها الأَربَعِ وَما كانَ حِصنٌ حابِسٌ يَفوقانِ مِرداسَ في iiمَجمَعِ وَما كُنتُ دونَ اِمرِىءٍ مِنهُما وَمَن تَضَعِ اليَومَ لا يُرفَعِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقطعوا عني لسانه فأتم له مائة من الإبل، وقد عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أتقول في الشعر؟ فأعتذر وقال : بأبي أنت وأمي إني لا أجد للشعر دبيباً على لساني كدبيب النمل ثم يقرصني كما يقرص النمل فلا أجد بدا من قول الشعر، فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين. ودعي العباس بن مرداس "بفارس العُبَيد" وهو فرسه مما يدل على اعتداده واعتزازه به، وكان يوصف بالبداوة وأنه لم يسكن أي من مكة أو المدينة، كان دخوله إلى الإسلام بعد رؤية رآها في منامه نهض بعدها حارقاً صنمه ضماراً ومعلناً إسلامه. ويقال عن هذا الحدث أنه كان لوالد عباس صنماً من الحجر يدعى ضماراً أوصى ولده عند وفاته أن يعبده، فإذا بعباس يوماً يسمع منادياً من جوف ضمار يقول: قل للقبائل من سليم كلها أودى ضمار وعاش أهل المسجد إن الذي ورث النبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي أودى ضمار، وكان يُعبد مرة قبل الكتاب، إلى النبي محمد فما كان من عباس بن مرداس إلا أن أحرق الصنم ضمار، وتوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأعلن إسلامه. لَعَمري إِنّي يَومَ أَجعَلُ iiجاهِداً ضِماراً لِرَبِّ العالَمينَ iiمُشارِكا وَتَركي رَسولَ اللَهِ وَالأَوسُ iiحَولَهُ أُولَئِكَ أَنصارٌ لَهُ ما iiأُولَئِكا كَتارِكِ سَهلِ الأَرضِ وَالحَزنَ يَبتَغي لِيَسلُكَ في غَيبِ الأُمورِ المَسالِكا فَآمَنتُ بِاللَهِ الَّذي أَنا iiعَبدُهُ وَخالَفتُ مَن أَمسى يُريدُ المَمالِكا وَوَجَّهتُ وَجهي نَحوَ مَكَّةَ iiقاصِداً وَتابَعتُ بَينَ الأَخشَبَينِ iiالمُبارَكا نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ عيسى iiبِناطِقٍ مِنَ الحَقِّ فيهِ الفَصلُ مِنهُ iiكَذَلِكا أَميناً عَلى الفُرقانِ أَوَّلَ شافِعٍ وَآخِرَ مَبعوثٍ يُجيبُ المَلائِكا
جاءت وفاة ابن مرداس أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.