فيينا: تراوحت أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" خلال تعاملات الأسبوع الماضي بين 65 دولارا و 72 دولار للبرميل الواحد. وعزا مراقبون في فيينا استمرار تذبذب أسعار النفط بشكل عام إلى عدة اعتبارات أبرزها احتدام المضاربات في البورصات العالمية المعنية بترتيب تسليم عقود النفط المخصصة لشهر أكتوبر المقبل وزيادة المخزون النفطي التجاري فضلا عن اختلال العرض والطلب العالمي عليه بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من النفط الخام على ظهور الناقلات العملاقة ما زالت قيد التسليم للعملاء واستمرار عدد من الدول الأعضاء في الأوبك بتجاوز الحصص الإنتاجية المخصصة لها. ولم يستبعد خبراء في شؤون النفط أن تكون بعض الدول الأعضاء في الأوبك قد لجأت إلى استغلال التحسن الملحوظ في أسعار النفط لزيادة الإنتاج الأمر الذي أدى إلى تراجع معدل التزام دول المنظمة بالحصص الإنتاجية المخصصة لها إلى أقل من 70% خلال النصف الأول من شهر أغسطس الجاري بعد أن تجاوزت معدل ال 80% خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين. وتتطلع أنظار المراقبين إلى الاجتماع العادي لوزراء النفط والطاقة في منظمة الأوبك والمقرر انعقاده في التاسع من شهر سبتمبر المقبل حيث من المقرر أن يجري الوزراء مراجعة شاملة لأوضاع السوق النفطية العالمية وتقييم حالة العرض والطلب ومدى حاجة المنظمة إلى اقرار تعديلات في خطة الإنتاج خلال الربع الأخير من العام الحالي خاصة بعدما تجنبت الأوبك اجراء أي تعديل في سقف الإنتاج الحالي خلال اجتماعها العادي في مارس واجتماعها الطارئ في مايو الماضيين. في غضون ذلك أعربت مصادر مقربة من الأمانة العامة ل "أوبك" كما ورد في وكالة انباء الإمارات "وام" عن ارتياح المنظمة لتحسن أسعار النفط وتجاوزها لمعدل ال 70 دولاراً للبرميل الواحد. وأشارت نفس المصادر إلى اتجاه قوي يؤكد أن غالبية الدول الأعضاء في المنظمة تؤيد الابقاء على سقف الإنتاج المعمول به حالياً وهو 28 مليون برميل في اليوم دون أي تعديل نظراً لعدة اعتبارات أهمها وجود كميات كبيرة من المخزون النفطي التجاري في الأسواق. ولكن المصادر ذاتها توقعت أن يترك وزراء النفط والطاقة في الأوبك قرار التعديل في الإنتاج حسب أساسيات السوق (زيادة أو تخفيضاَ) إلى الاجتماع غير العادي المقرر انعقاده في العاصمة الأنغولية لواندا في النصف الأول من شهر ديسمبر المقبل.