اعترف الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن شهر يونيو/حزيران الماضي كان "عصيباً" على القوات الأمريكية والحليفة لها في أفغانستان، مشيراً إلى أن ارتفاع عدد القتلى بينها كان نتيجة لأن هذه القوات تبادر إلى شن المعارك ضد عناصر طالبان. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن بوش قوله في مؤتمر صحفي : "إن أحد أسباب ارتفاع عدد القتلى هناك (أفغانستان) هو أن قواتنا تواجه عدواً قاسياً.. عدواً لا يرغب بوجودنا هناك لأنه لا يحب فكرة أن أمريكا تتيح له ملاذاً آمناً". وقال بوش أيضاً إنه متأكد من أن استراتيجية مواجهة عناصر طالبان والقاعدة، وتشجيع نمو وتطور مجتمع حر في أفغانستان ستنجح. وأوضح: "تضغط أمريكا من أجل أيديولوجية تعارض أيديولوجيتهما.. وبالتالي ستكون هناك مقاومة". و تأتي تصريحات بوش في أعقاب تقارير حول زيادة عدد القتلى بين القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان، حيث بلغ عدد من سقطوا خلال الشهر الماضي 46 قتيلاً وهو أعلى عدد للقتلى خلال شهر واحد منذ غزو البلاد في العام 2001. ويشار إلى أن عدد القتلى بين القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين تجاوز نظيره في العراق وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحربين. ففي يونيو/حزيران سقط 46 جندياً أمريكياً ودولياً في أفغانستان، مقابل 31 في العراق، اعتماداً على الأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). ويعتبر شهر يونيو/حزيران الماضي أكثر الأشهر دموية للقوات الأجنبية في أفغانستان منذ بدء الغزو في العام 2001، فقد شهد مقتل 28 جندياً أمريكياً و13 بريطانياً وكنديين وبولندي وروماني وهنغاري، وآخر هؤلاء القتلى ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا بتدهور مركبتهم العسكرية أثناء قيامهم بدورية في محافظة قندهار. أما في مايو/أيار، فقد قتل 23 عنصراً دولياً وأمريكياً في أفغانستان مقابل 21 قتلوا في العراق. إلى ذلك ، دعا ضابط كبير في قوات حلف شمالي الأطلسي بأفغانستان الدول المشاركة في التحالف هناك إلى رفع القيود عن مشاركة جنودها في العمليات. وقال الجنرال جون كرادوك إن القيود المفروضة من قبل أربعين من الدول الأعضاء تعيق مرونة التحرك. وأضاف القائد الأعلى للقوات الأمريكية بأوروبا قائلا إن القوات تحتاج إلى مزيد من الطائرات المروحية وعدد من طائرات الإستطلاع بدون طيار من أجل إنجاح المهمة في أفغانستان.