خطط التحفيز الاقتصادي الأخيرة التي أقرتها العديد من الحكومات والبنوك المركزية على مستوى العالم فضلا عن المبادرة التي طرحتها قمة دول مجموعة العشرين في الأسبوع الماضي كان لها تأثيرها على اتجاهات أسواق المعدن الأصفر الذي تعرض بصورة ملحوظة لضغوط التراجع في ظل تجدد الآمال بشأن إمكانية ظهور بوادر انفراجة للأزمة الاقتصادية الراهنة وهو الأمر الذي سيحد من تدفق المدخرات نحو أسواق المعادن وتحديدا الذهب باعتباره الملاذ الآمن خلال فترات الأزمات. فقد سجل المعدن الأصفر تراجعا بنحو 5% على مدى ثلاثة أيام ليمحو قدرا كبيرا من الارتفاعات المحققة منذ بداية العام نتيجة التوقعات التي ترجح بدء استجابة الاقتصاد العالمي لخطط إنعاش الاقتصاد العالمي. فقد أحرز مؤشر " ام اس سي أي " الخاص برصد أداء أسواق الأسهم العالمية ارتفاعات قدرت بنحو 23 % خلال الشهر الماضي في الوقت الذي هبط فيه سعر المعدن الأصفر ب 6 % في نفس الشهر. وقد شهد السعر الفوري للمعدن مع بداية تعاملات الأسبوع انخفاضا بنحو 19.08 دولار او 2.1 % ليبلغ 874.08 دولار للأونصة وهو ما اعتبر أدنى مستوى لسعر المعدن منذ 23 يناير الماضي. وقد سجل أيضا السعر الفوري للفضة تراجعا بنحو 2.2 % ليبلغ 12.495 دولار وتراجع سعر البلاتين ب 0.4 % ليبلغ 1154.75 دولار. ويرى احد المحللين أن التحسن في الأداء العام لأسواق الأسهم يبدو انه قد أسهم في فرض ضغوط التراجع على أسعار المعدن الأصفر حيث يعنى ذلك التحسن تقلص عمليات الشراء بدافع الاستفادة من مكانة أسواق الذهب كوعاء ادخاري آمن. وفي الوقت نفسه يعتقد بعض المحللين أن الاحتمالات القائمة بشأن إمكانية قيام صندوق النقد الدولي ببيع احتياطات من المعدن الأصفر كان لها تأثير على اتجاهات الأسعار. فقد تعهدت قمة دول مجموعة العشرين خلال اجتماعها الأسبوع الماضي بضخ أكثر من تريليون دولار في إطار جهود احتواء الركود الاقتصادي الراهن عالميا كما أشارت المجموعة إلى أن إيرادات عمليات البيع المقترحة للذهب من قبل صندوق النقد الدولي ستوجه لمساعدة الدول الفقيرة.