بدأ قطاع الطيران الخاص الذي يسمى ب "طيران الأثرياء" يستعيد نشاطه بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، بعد أن اضطرته الأزمة المالية العالمية التي أصابت كافة القطاعات الاقتصادية حول العالم إلى الهبوط الإجباري المفاجئ على مدى العاميين 2007 و2008. وقدر اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط " ميبا" حجم عائدات قطاع الطيران الخاص خلال العام الجاري يقدر بنحو 800 مليون دولار، متوقعا أن يرتفع عدد الطائرات الخاصة في المنطقة إلى 1300 طائرة، بحلول العام 2020، مع دخول حوالي 800 طائرة خلال السنوات العشر المقبلة. ورغم التأثيرات اليي أصابت عائدات القطاع في بعض الدول، يؤكد علي النقبي رئيس اتحاد الطيران الخاص وجود استقرار في عائدات القطاع، مؤكداً إلى أن السوق دخل مرحلة النمو الطبيعي، موضحا انه "لا يكمن أن نعتبر سنوات 2007 و2008 مقياساً للنمو، لكونها كانت سنوات طفرة، من الصعب أن تتكرر، ومن المتوقع أن يحقق خلال السنوات الأربع القادمة نسبا تتراوح بين 15% الى 20% ليصل حجم عائداته الى مليار دولار". وأفاد النقبي أن عدد أعضاء الاتحاد الذي يتخذ من دبي مقراً له ارتفع إلى 150 عضوا متجاوزا الرقم المستهدف في العام الرابع والحالي من عمر الاتحاد، وموزعين على فئات العضوية، التي تشمل المشغلين والمصنعين، ومقدمي خدمات الطيران، علاوة على عضوية موفري التسهيلات ذات العلاقة غير المباشرة، مشيراً إلى أن "ميبا" بدأ بستة أعضاء، وتم الإعلان عن التأسيس من خلال 16 عضواً. وأوضح النقبي أن اتحاد الطيران الخاص يبحث حاليا في طلبات إضافة عضوية جديدة، على رأسها العضوية طويلة المدى والخاصة بالمطارات، علاوة على عضوية خاصة بأصحاب الطائرات الخاصة من الأفراد، والراغبين في الانضمام إلى الاتحاد، لاكتساب الخبرة في إدارة طائراتهم. وقال علي النقبي رئيس اتحاد الطيران الخاص، إن عدد الطائرات المسجلة لدى الاتحاد في المنطقة يبلغ نحو 458 طائرة، تصل إلى نحو 500 طائرة خلال العام المقبل، مؤكداً أن سوق الإمارات سيتقاسم مع السوق السعودي أكبر حصة في هذا القطاع، حيث سيمتلك 185 طائرة رجال أعمال وخاصة بنهاية 2010 ترفع حصتها الى 37% اقليمياً. كما لفت النقبي الى أن اتحاد الطيران الخاص في الشرق الاوسط حصل على عضوية "الايباك" في عام 2007 ويضم 130 عضواً ويعد مشاركاً فعالاً في صناعة الطيران الخاص في المنطقة، مشيرا الى أن هذا الاجتماع اعتراف دولي بأهمية المنطقة في صناعة الطيران. وأكد رئيس الاتحاد أن الأرقام تشير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أهم لاعب في تطوير صناعة قطاع الطيران، ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل العالمي، كما أنها المحرك الرئيسي لتطوير ونمو قطاع الطيران الخاص اقليمياً، متوقعا أن تصل حصتها من إجمالي القطاع في المنطقة أكثر من 35% من طائرات رجال الأعمال المسجلة إقليمياً، لتتساوى مع السوق السعودي. وجير بالذكر، ان تسعير رحلات الطائرات الخاصة بالساعة الواحدة، طبقا لتفاوت حجم ونوعية الطائرة، لكن الأسعار عموماً تتراوح ما بين 4 آلاف دولار إلى 15 ألف دولار للساعة الواحدة، حيث يؤخذ بعين الاعتبار في هذه الأسعار المطارات التي ستصلها الطائرة، وما إذا كانت ستعود بعدد المسافرين نفسهم أم أن الرحلة ستكون باتجاه واحد. وقبل سنوات، كانت أسعار الطائرات الخاصة تصل إلى 25 مليون دولار وأحياناً 70 مليون دولار للطائرة الواحدة، لكن خلال السنوات الأخيرة الفائتة، ونتيجة لارتفاع الطلب على هذا النوع من الطائرات ونمو قطاع الطيران الخاص، أخذت الشركات المصنعة للطائرات الخاصة تنتج جيلاً جديداً من الطائرات تبدأ أسعارها من مليوني دولار فقط. وفي هذا الصدد، يرى حمود البنعلي، خبير الطيران القطري، أن الطيران الخاص لم يعد كما يظن الكثيرون بأن تكاليفه باهظة، وأنه مخصص للنخبة والمشاهير وكبار رجال الأعمال، بل إن هذا الطيران يوفر لمستخدميه كثيراً من المميزات أبرزها توفير الوقت والجهد، ومزيد من الصفقات عندما تكون الطائرة تحت تصرف مستخدمها في أي وقت يشاء دون أن يضطر لحجز تذكرة والدخول في إجراءات سفر طويلة وانتظار يتطلب كثيراً من الوقت.