القضاء على الفقر .. أهم الأهداف لا شك أن تخفيض نسبة الفقر حول العالم هو أهم الأهداف الإنمائية للألفية وفي الوقت الذي تراجعت فيه نسبة الذين يعيشون في فقر مدقع منذ تثبيتها أهداف الألفية في عام 2000 من 42% إلى 25%، يبدو أنه في المتناول تحقيق هدف خفض عدد الفقراء بواقع النصف في غضون الخمس سنوات المتبقية، إلا أن مسئول أممي بارز أكد أن الأهداف الإنمائية للألفية يجب ألا تكون الهدف النهائي للدول النامية, موضحا أن الطريق ما زال أمامها طويلا لتوفير حياة لائقة لمواطنيها.
وقال اجاى تشيبر, مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية بمنطقة آسيا - الباسفيك, في حوار مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" ، "بيد انه بعد تحقيق الأهداف سيكون من السهل كثيرا استكمال باقي المهمة".
وضرب المسئول الأممي المثل , بالهدف الأول في الأهداف الإنمائية للألفية و هو تخفيض نسبة الفقر إلى النصف بحلول عام 2015... قائلا "هذا لا يعنى أن الفقر سيزول، وإنما يعنى انه بحلول ذلك العام, سيكون الكأس نصفه ممتلئ, ما يعنى إن مهمتنا لم تنجز ".
وأضاف إذا أنجزنا الأهداف بحلول 2015 ... أقول أن 90% تقريبا من الوظائف سيتم انجازها عندما نتمكن من استكمال نسبة ال50% ، أما النصف الأخر سيكون أكثر سهولة لأنك تعرف بالفعل ماذا تفعل ".
وقال تشيبر في بعض الحالات , ربما يكون الأمر أكثر صعوبة فعلى سبيل المثال , في بعض الدول , ما زال الفقر موجودا في الأقليات العرقية؛ فالنموذج الاقتصادي المستخدم من قبل هذه الدول لا يساعد على خفض الفقر، ربما انه غير قابل للتطبيق في باقي أنحاء الدولة , ما يعنى انه بحاجة إلى إعادة تصميم النموذج ".
الرعاية الصحية وأضاف أن منطقة آسيا-الباسيفيك قد شهدت نموا بالفعل، مشيرا إلى انه يتعين على تلك الدول التركيز على أجزاء أخرى في الأجندة بشأن الأمن الاجتماع، مضيفا أن هناك 20% من الناس فقط في قارة أسيا لديهم التأمين الصحي، و20% منهم يتمتعون بنوع من أنواع معاشات التقاعد، وان الحماية الاجتماعية في آسيا متخلفة كثيرا عن مناطق أخرى، وهذا مشابه لما يجرى بشأن الدخل، وذكر أن هناك الكثير من المشكلات في المنطقة مثل الكوارث الطبيعية والفيضانات والأوبئة ومرض سارس وفيروس "إتش 1 أن 1" وما إلى ذلك.
وأوضح "مع أنهم قد خرجوا من دائرة الفقر، إلا انه يجب حمايتهم من تأثير الكوارث الطبيعية. فما أن يتعرضوا للكوارث، سيعودون ثانية إلى دائرة الفقر، حيث لا توجد شبكة أو نظام أمان" مشيرا إلى انه من المهم ان تركز الدول على الصحة العامة، وألا يقتصر الأمر على توفير مراكز صحية أو مستشفيات.
واختتم تشيبر حديثه قائلا أن التمييز بين الجنسين وانعدام العدالة الاجتماعية ما زالا في بعض أجزاء آسيا، مشيرا إلى أن "نظام الطبقات الاجتماعية ما زال موجودا هناك. وقال انه رغم تمكنهم من حصر ذلك لحد ما إلى أنهم لن يحصدوا أية منافع بسبب التمييز، ومن المهم للغاية معالجة مسألة المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية ".
وعلى الصعيد نفسه أشار مدير "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" راجيف شاه، أن هناك من العقبات ما يعيق تلبية هذه الأهداف، منها الصعوبة في الوصول إلى الكثير من فقراء العالم ممن يقيمون في مناطق نزاعات أو يواجهون تمييزاً دينياً واجتماعياً، إذ زاد عدد السكان الذين يعيشون في ظروف فقر مدقع في أفريقيا جنوب الصحراء إلى 400 مليون نسمة منذ العام 1990.
ولهذا تسعى كافة الدول المانحة إلى وضع الإستراتيجيات التي تمكنها من الوفاء بأهداف الأممالمتحدة الإنمائية ، و في هذا الصدد، رأى مسئول أممي بارز أن التجارة والدخول إلى الأسواق أكثر أهمية من المساعدات التي تقدمها الدول المانحة لنظرائها من الدول النامية لتحقيق أهداف الألفية للتنمية.
وفي نفس الصدد، ووفقا لما أوردته "نشرة واشنطن"، تختبر الولاياتالمتحدة إستراتيجية جديدة للوفاء بأهداف الأممالمتحدة الإنمائية، التي رسمها 189 زعيماً عالمياً عام 2000، بتقليص الفقر والمرض وعدم المساواة بين الجنسين بحلول عام 2015، مجددة دعوتها للجهات المانحة والدول المستفيدة من المعونات، من خلال في القمّة المرتقبة في نيويورك بعد شهر تقريبا، بأن تؤكد أن مواردها الموجّهة للتنمية ستُدار بصورة تتسم بالشفافية.