تقرير أمريكي: إهدار 100 مليار دولار في خطة إعمار العراق إعادة إعمار العراق7 واشنطن محيط كشف تقرير أمريكى أن سياسة إعادة الإعمار التى اعتمدتها واشنطن فى العراق والتى بلغت قيمتها 100 مليار دولار امريكى كانت خاطئة. وأظهر التقرير الذى جاء تحت عنوان "الدرس الصعب .. تجربة إعادة إعمار العراق" ونشرته صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت تقارير مبالغ بها عن تحقيق تقدم فى العراق فى محاولة لتغطية الفشل الناتج عن الأخطاء التى ارتكبت فى مجال إعادة الإعمار بسبب البيروقراطية والخصومات الداخلية من جهة وجهل تام لواقع المجتمع العراقى من جهة أخرى. وأوضحت وكالة أنباء البحرين نقلا عن الصحيفة الأمريكية أنها حصلت على تسريبات التقرير من خلال مصدرين اطلعا عليه لكنه لم يسمح لهما بالحصول على نسخ منه مما جعلهم يلخصون للصحيفة ما قرأوه. وقالت إن أحد هذه المصادر وزير الخارجية الأمريكى السابق كولن باول الذى رفض التعليق على ما نشرته نيويورك تايمز عن لسانه بأنه "وبعد أشهر من اجتياح العراق عام 2003 قامت وزارة الدفاع الأمريكية باختلاق الأرقام حول عدد المنتسبين إلى القوى الأمنية العراقى" وكان هذا الرقم يقفز نحو 20 ألفا فى كل أسبوع بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن ما أدلى به باول وافق عليه قائد القوات الأمريكية البرية فى العراق الجنرال ريكاردو سانشيز ورئيس سلطة التحالف المؤقتة فى العراق حينها بول بريمر. وقالت الصحيفة أن معد التقرير هو المحامى الجمهورى ستيوات بوين جنيور الذى يزور العراق بشكل دائم والذى يعمل بالتنسيق مع مجموعة من المهندسين ومدققين هناك. كما أفادت الصحيفة أن التقرير بنى على أساس أكثر من 500 مقابلة وأكثر من 600 عملية تدقيق عمل بوين على جمعها خلال أعوام. إعادة إعمار العراق10 ويكشف التقرير حسب نيويورك تايمز أن الولاياتالمتحدة وبعد 5 أعوام من بدءها أكبر مشروع إعادة إعمار منذ خطة مارشل لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية أظهرت أنها لا تملك السياسات ولا القدرات التقنية ولا الهيكلية التنظيمية لإنجاز مشروع بهذا الحجم. وتابعت الصحيفة نقلا عن التقرير بأن إعادة الإعمار الأمريكية للعراق جاءت أقل من الدمار الذى ألحقه غزو قوات التحالف لهذا البلد. وخلص التقرير معيدا سبب الفشل جزئيا إلى عدم تكليف هيئة واحدة تكون مسئولة عن المشروع وتحاسب على أخطائها. كما تطرق التقرير إلى دور السياسات الحزبية الأمريكية التى انعكست سلبا على إعادة الإعمار. وأعطى التقرير مثال توم كورولوجوس أحد السياسيين فى الحزب الجمهورى الناشط فى مجال مجموعات الضغط والذى طلب تمويلا بقيمة 20 مليار دولار لإعادة الإعمار فى العراق فى أغسطس 2003 وضغط بهذا الاتجاه حسبما تقول الصحيفة متذرعا بأن عدم منح التمويل سيكون بمثابة كارثة للرئيس جورج بوش الذى تعتمد اعادة انتخابه على اظهار تحسن الوضع فى العراق . وعلى صعيد تأثر ايرادات العراق بشكل كبير بسبب انخفاض اسعار النفط العالمية أكدت عامرة البلداوي عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار فى مجلس النواب العراقى أن إيرادات بلادها التى تعتمد بنسبة 96% على النفط ستتأثر بشكل كبير مرجعة سبب ذلك إلى الانخفاض الذي تشهده اسعار النفط العالمية حاليا. وقالت البلداوي في تصريح للصحفيين "إن الأيام المقبلة ستكون مليئة بتحديات الادارة الواعية للموارد المالية التي ستتحقق عبر موازنة العام المقبل وهي مسؤولية الجميع من اجل ابعاد شبح تأثير الأزمة المالية". وأوضحت في كلمتها التي اوردتها وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن الأزمة العالمية التي سببت هذا الانخفاض في اسعار النفط مع بناء الموازنة المالية التي احتسبت على اساس سعر برميل النفط 80 دولارا وضعت الحكومة العراقية في مشكلة مما دفعها إلى العودة لاحتساب الموازنة مجددا على سعر مقترح لبرميل النفط اكثر امانا حيث اعلن مؤخرا ان الحكومة ستحتسب الموازنة على اساس 62 دولارا للبرميل اعتمادا على تقارير صندوق النقد الدولي والتوقعات حول معدل اسعار النفط الخام للعام القادم. ولفتت النائبة العراقية إلى أن السعر الذي وضعته حكومة بلادها مازال مرتفعا وقالت إن العودة إلى سعر يتراوح مابين 50 و55 دولارا يمنح امانا اكثر الا انه من الواضح صعوبة خفض السعر إلى مادون 62 دولارا لانعكاسه على ابواب الموازنة وتأثيره على إيفاء الحكومة بالتزاماتها وتخطيطها لعام 2009 الذي يعد عاما مفصليا للحكومة فهو العام الأخير في ولايتها.