القاهرة: صدر عن المركز القومي للترجمة النسخة العربية من المجموعة القصصية "سن الأسد" للكاتب الألماني فولفغانغ بورشرت ترجمها عن الألمانية وقدم لها سمير جريس. ووفقاً لصحيفة "الحياة" يعرف المترجم بمؤلف المجموعة بأنه ينتمي لجيل فقدَ الوطن وخاض الحروب ثم حُمل إلى القبر من دون أن يهتم بموته أحد، وكان بورشرت أكثر الأصوات تعبيراً عن هذا الجيل وعن تلك الحرب التي خلّفت دماراً مادياً وروحياً هائلاً في ألمانيا، إلى جانب الخراب اللغوي والذي نتج عن صمت الأدباء الحقيقيون خلال فترة حكم هتلر، او قيام بعضهم بالهجرة من ألمانيا مثل توماس مان وبرتولت بريشت. ومن ثم كانت مهمة الأدب الجديد تخليص اللغة من تلك الكلمات الرنانة التي كان يرددها المهللين للنازية، والمنافقين لنظام هتلر. وبعد الهزيمة كان الألمان يتوقون إلى جيل جديد من الأدباء الذين لم تلوثهم النازية، أدباء يعبرون عن مشاعر الناس وأحلامهم، والتف الناس آنذاك من ناحية حول السلطة الدينية التي تمنح العفو والغفران، ومن ناحية أخرى حول الأدب الجديد الجريء المعبر عما تختلج به الصدور، كان معظم هذا الأدب كتبه جنود سابقون خدموا في جيش الطاغية، وفي تلك الأجواء عام 1947 تأسست "جماعة 47" الأدبية التي كانت أحد أهم الأصوات الأدبية الجديدة في المنطقة الألمانيةن والتي ضمت شباناً أضحوا في ما بعد نجوماً، مثل غونتر غراس وهاينريش بل وإنغبورج باخمان وهانس ماغنوس إنتسنسبرغر. وفي العام الذي تأسست فيه الجماعة الأدبية كان القاص الشاب فولفغانغ بورشرت يلفظ أنفاسه الأخيرة. قال هاينريش بُل الذي خاض الحرب جندياً مثل بورشرت أن الأخير كتب قصته الأولى "سن الأسد" في يوم واحد، هو الرابع والعشرون من يناير/كانون الثاني 1946، في دفقة واحدة، من دون تصحيح أو شطب.