بيروت: صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب جديد بعنوان "أغنية لمارجريت" من تأليف لنا عبدالرحمن، ويقع الكتاب في 116 صفحة من القطع المتوسط. وحسبما ذكر الناشر تقترب الروائية في هذا العمل من الذات الإنسانية، برواية مقلقة حول سؤال الذات، الغربة والعزلة، الحب والحرب، كل هذه المفردات تضمنها الروائية عبر آليات صياغية رسمت من خلالها ملامح فترة عصيبة مرت بها بلادها أثناء حرب يوليو / تموز 2006. وبحسب "المستقبل" تتحدث المؤلفة عبر روايتها عن العزلة عزلة الزمن، وفي تلك العزلة تقبع بطلة روايتها "زينب" التي جاءت إلى بيروت برفقة عائلتها بسبب القصف الإسرائيلي لمنطقة ضاحية بيروت الجنوبية. فكانت حياتها مليئة بالانتظار الممل، وعدم الشعور بالأمان، تعيش وسط أم قاسية، وأخ متسلط، فتغرق في الفراغ، الفراغ الذاتي والخوف من المجهول، فكانت الكتابة ملاذاً لها في ظلمة الليل، فتتراكم الذكريات وتزدحم وسط أنين الأطفال المكتوم المنبعث من الحي الذي تقطنه، ونواح الأمهات الثكالى، وموت جدتها التي أحبتها كثيراً. تبدأ قصة زينب مع الروائية "مارجريت دوراس" أثناء دراستها للأدب الفرنسي، فتغرق في قراءة رواياتها التي أحبتها كثيراً وخصوصاً قصة حبها مع "يان أندريا" الذي عاش معها 15 عاماً، وكان كاتباً شاباً، أما مارجريت فكانت في الخامس والستين حين بدأت قصة حبهما. ما يجمع بين "زينب" و"يان أندريا" تلك العزلة التي أحس بها بعد موت مارجريت، فبدأت زينب تبحث في تقاطعات أيامه مع أيامها. فهي مثله تشعر بغربة موحشة على الرغم من وجودها وسط عائلة، وهنا، تقحم الروائية المناطق الغامضة والمعتمة من النفس البشرية فتسمح لبطلتها بالبوح بما يختلج به قلبها عبر رسائل كتبتها في عزلتها إلى "يان أندريا" لتقول له "ماذا لو كانت كتابتي لك مجرد وهم! ماذا لو كانت قصتك مع مارجريت تخبئ أسباباً أخرى غير الحب!، إذ كل الحقائق تحمل ظلالاً، لا يمكننا إنكارها، لأنها موجودة وتكبر، ولا تنتهي إلا بعد أن تنفجر.