روما: أثارت إحدى الروايات الصادرة مؤخراً عن دار "بومبياني" للكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو والمعنونة ب "مقبرة براغ" العديد من الإنتقادات خاصة من قبل الكنيسة والتي تصورها الرواية أنها أمضت القرن الثامن عشر بكامله في حرب صامتة ضد اليهود. وبحسب حمزة بحري من صحيفة "النهار" أعاب المعبد اليهودي بدوره على المؤلف عدم اتخاذه موقفا صريحا يدين معاداة السامية، إلى جانب اللهجة الحادة التي استعملها في تناوله الموضوع، وهو الأمر الذي يروج لفكرة كره اليهود. تدور أحداث الرواية بأوروبا خلال القرن الثامن عشر الميلادي ويأتي بطلها سيمون ليكون الشخصية الخيالية الوحيدة في "مقبرة براغ"، والشاهد الوحيد على كبرى المؤامرات التي شهدها القرن ورسمت منحى التاريخ المعاصر. يترعرع سيمون في كنف الجد المتأثر بفكر الراهب اوغسطين بارويل والذي عرف بمعاداته الشديدة للماسونية ولمذاهب النورانيين، ويكن بطل الرواية يكن حقدا دفينا لليهود، لإيمانه بأنهم يسعون لبسط هيمنتهم على العالم، الى جانب كرهه الشديد للثوريين. وتاتي شخصية البطل كما يصورها المؤلف مضطربة تدفعه الى اختيار طريق الخيانة والتآمر، يبدأ حياته كموظف صغير ولكنه سرعان ما يدخل عالم الجاسوسية لنجاحه الباهر في حياكة المؤامرات ولذكاؤه ودهاؤه الشديد، وتتسابق أجهزة المخابرات الأوروبية لاستغلاله في تحقيق مصالحها الشخصية، ومن هنا يصبح شاهداً أساسياً على كبرى المؤمرات التي شهدتها أوروبا في القرن الثامن عشر.