أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الأوروبي في باريس تأييدا ملفتا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية الى حوار بين المذاهب وقال 65.5 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم يؤيدون المبادرة، ورأوا ان الدعوة جاءت في توقيت مهم للغاية فيما بدت حالة الاصطفاف المذهبي والطائفي تسيطر على الشارع العربي. أما 27.8 في المئة أعربوا عن عدم تأييدهم للمبادرة، ورأوا أنهه لا جدوى من طرح المبادرات طالما الخلافات السياسية قائمة بين السنة والشيعة، فيما دعا 6.7 في المئة لدراسة نتائج المبادرات السابقة قبل إطلاق مبادرات جديدة. وخلص المركز الى نتيجة مفادها أنّه: خلال القمة الإستثنائية لقادة دول مجلس التعاون الإسلامي التي دعا لانعقادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مكةالمكرمة تمت مناقشة المبادرة التي اطلقها العاهل السعودي، والتي اقترح بموجبها تأسيس مركز لحوار المذاهب يكون مقره الرياض. وأجمع الحاضرون على اهمية هذه المبادرة لأنها جاءت في ظروف حساسة تمر بها دول العالم الإسلامي، والتي تستدعي اهمية وجود مراكز للحوار بين المذاهب اسوة بمراكز الحوار التي سبق اطلاقها حول الحضارات والثقافات والأديان، فما من احد يستطيع ان ينكر اليوم ان هناك محاولات من قوى عديدة من اجل احداث فتنة سنية – شيعية تؤدي في آخر المطاف الى تجزئة العالم الإسلامي وتفتيت دوله وما من احد يستطيع ان ينكر وجود صراعات مذهبية حادة تأخذ شكل المواجهات العسكرية في العراق ولبنان وسوريا واليمن وأفغانستان وباكستان وغيرها، وما من أحد يستطيع ان ينكر وجود اطراف تسعى ليل نهار الى ابراز نقاط الاختلاف بين السنة والشيعة بدلاً من ابراز نقاط الالتقاء والتوافق، وأخيراً ما من احد ينكر ان الانقسامات المذهبية تؤثر على تطور وتقدم الشعوب الأسلامية وتؤخر من عمليات نموها وتقدمها. من هنا تبرز اهمية مبادرة العاهل السعودي التي تحتاج ليس فقط الى تأييد بل الى مساندة ودعم وألتزام من الجميع لكي تخرج من حيز المبادرة الى حيز التطبيق العملي