دخلت البرتغال المباراة بجرأة هجومية من أجل مباغتة الأسبان وسدد فيلوسو بقوة ليحصل على ركنية نفذها بنفسه في المرمى مباشرة ولكن كاسياس تمكن من انقاذها. وبعد دقائق من جس النبض وانحصار الكرة في وسط الملعب بدأت السيطرة في التحول للجانب الأسباني وكاد يسفر سريعا عن هدف أول عن طريق اربيلوا بعد كرة ثنائية من انييستا وسيلفا وتسديدة قوية من الظهير الأيمن تمر فوق العارضة بقليل.
عادت البرتغال مرة أخرى لمبادلة أسبانيا السيطرة بعد مرور ربع ساعة وظهر رونالدو في الصورة بصحبة كوينتراو وسبّبا ازعاجا شديدا للظهير الأيمن اربيلوا ولكن دون خطورة حقيقية على المرميين.
اسبانيا وعلى الرغم من الحذر الواضح من أداء لاعبيها إلا أن هجماتها النادرة كانت أكثر خطورة ففي الدقيقة 27 ينطلق نيجريدو في هجمة سريعة يمررها لسيلفا الذي هيأها بدوره أمام انييستا يسدد بمهارة فوق العارضة بسنتيمترات.
وفي الدقيقة 31 جاءت الخطورة الحقيقية الأولى للبرتغال عن طريق رونالدو بتسديدة أرضية قوية كادت تغالط كاسياس ولكنها مرت بجوار القائم الأيسر. زادت سرعة المباراة نسبيا في الدقائق العشر الأخيرة للشوط الأول واستحوذت اسبانيا بشكل أكبر على وسط الميدان في غياب تام للفرص الكبيرة.
وفي الدقيقة 41 انطلق رونالدو في هجمة سريعة أوقفها راموس بحصوله على أول بطاقة صفراء في المباراة. وبعد دقائق هادئة خالية من الهجمات يطلق الحكم التركي شاكير صافرته بنهاية سلبية للشوط الأول. بدأ الشوط الثاني بنفس الهدوء الذي انتهى عليه الأول واستمر كل فريق في خوفه من منافسه. هذا الأداء الباهت أجبر المدير الفني الأسباني دل بوسكي لإجراء تبديل مبكر في الدقيقة 53 بإشراك فابريجاس بدلا من نيجريدو الذي لم يقدم الإضافة في ظل عدم وصول أية كرات إليه. واصل دل بوسكي محاولاته لإفاقة الفريق من خارج الخطوط وفي الدقيقة 60 يشرك خيسوس نافاس مكان دافيد سيلفا. ومع انتصاف الشوط الثاني كثف المنتخب الأسباني من التمريرات القصيرة واستعاد السطوة على منتصف الميدان. وعى الرغم من استحواذ اسبانيا على الكرة لم تكن هناك أية هجمات تذكر من الفريقين في ظل الشبكة الدفاعية الحديدة التي فرضها الدفاع البرتغالي.
أول تدخلات المدرب البرتغالي باولو بينتو من خارج الخطوط كان في الدقيقة 81 وكان في خط الهجوم حيث أشرك نيلسون اوليفييرا بدلا من هوجو الميدا.
حاولت البرتغال الوصول لمرمى كاسياس عبر الكرات الثابتة وسدد رونالدو ثلاثة منها اثنتان مرتا فوق العارضة بقليل واوقف اربيلوا الثاثة بلمسة يد وانذار لتستمر السلبية مع 85 دقيقة من اللقاء التكتيكي الصعب. آخر محاولات دل بوسكي لإنهاء المباراة قبل انتهاء الوقت الأصلي كانت بإجراء آخر التغييرات حيث دفع بالشاب الكتالوني بيدرو رودريجز بدلا من قائده الغائب الحاضر تشافي هرنانديز في الدقيقة 86. الدقيقة 90 كادت تحمل بطاقة العبور للبرتغال بعد هجمة مرتدة خاطفة قادها ميريليس ومرر لرونالدو أمام المرمى ولكنه أطاح بها خارج الملعب ويضيّع على بلاده أخطر الفرص ليضطر الفريقان للجوء للوقت الإضافي.